الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
27 – شعبان – 1430 هـ
18 – 08 – 2009 مـ
11:38 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ إلى أبي راشد وكافة علماء أمّة الإسلام ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾} [الأحزاب].
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} [الأحزاب].
صــدق الله العظيــــم.
فقد أمر الله كافة عباده الصالحين من الملائكة والجنّ والإنس بالصلاة على النبيّ محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويقصد بالصلاة على النبيّ هي الدُّعاء له أن يغفر الله له ويرحمه فيقيه ناره ويدخله جنته، وأما الصلاة مِن الله عليه وهي إجابة الدُّعاء، وكذلك صلوات الملائكة على المؤمنين هي الدعاء لهم أن يغفر الله لهم فيدخلهم برحمته ويصرف عنهم عذابه، وصلاة الله على عباده المؤمنين هي إجابة الدُّعاء لهم من ملائكته والصالحين من عباده. تصديقًا لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وتصديقًا لقول الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الشورى].
وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].
فتبيَّن لكم أنّ صلوات الملائكة على المؤمنين هي الدعاء لهم بالغفران والرحمة، وأمّا صلوات الله على نبيّه والمؤمنين هي إجابة الدُّعاء، ومَن يغفر الذنوب إلا الله سبحانه وكان بالمؤمنين رحيمًا.
مِن الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ إلى فضيلة الشيخ أبي راشد وكافة علماء الأمّة حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الصِّدق وقد خاب من افترى على الله كذبًا فاتقوا الله وكونوا معي إن تبيّن لكم أني لَمِن الصادقين من الذين لا يقولون على الله إلّا الحقّ، فإن تبيّن لكم أنّ ناصر محمد اليمانيّ لَمِن الصادقين الذين لا يقولون على الله إلّا الصدق فاستجيبوا لأمر الله إليكم في مُحكَم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴿١١٩﴾} صدق الله العظيم [التوبة].
ولربّما يودّ أن يُقاطعني أبو راشد فيقول: “ومن هم الصادقون الذين أمرنا الله أن نكون معهم؟” ثم نجيبه بالحقّ: إنهم الذين اصطفاهم الله أئمةً للناس من الأنبياء والمُرسَلين والصالحين الذين لا يقولون على الله إلّا الصِّدق. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴿٣٦﴾ بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
وأما الأئمة الصالحون فهم الذين يأتون بالبرهان بسلطان العلم من كتاب الله إن كانوا صادقين. تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ﴿١٥٦﴾ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
ويا علماء أئمة الإسلام، لقد اصطفاني الله للناس إمامًا مِن الصالحين حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الصدق وقد خاب مَن افترى على الله كَذِبًا. ويا معشر علماء الأمّة أَشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّ الأئمة من الأنبياء والصالحين يختصّ باصطفائهم الله وحده مِن دون عباده أجمعين سواء يكون إمامًا للناس مِن المُرسَلين أو إمامًا للناس مِن الصالحين، فإن كان من الأئمة المُرسَلين فلا يصطفيه للناس إمامًا إلّا الله وحده لا شريك له. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وكذلك الإمام الذي يصطفيه الله للناس من الصالحين شأنه شأن الأنبياء والمُرسَلين لا يصطفيهم إلّا الله وحده لا شريك له غير أنّ الإمام الذي يصطفيه الله من الصالحين لا يُطلَق عليه نبيٌ ولا رسولٌ بل خليفةٌ لله وإمامٌ مِن الصالحين لأنه لن يأتيهم بوحيٍ من الله جديدٍ بل يزيدهم الله بسطةً في علم الكتاب على كافة علماء أمّتهم ليجعل الله سلطان العلم بُرهانًا لِصدق دعوتهم أنهم مُصطفون من الله أئمة للناس، ولا ينبغي للأنبياء أن يصطفوا للناس أئمتهم مِن الصالحين؛ بل الله هو كذلك مَن يصطفي الأئمة من الصالحين، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٢٤٦﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولكن للأسف إنّ المسلمين قد اصطفوا أئمتهم من دون الله وظلموا أنفسهم فأضلّوا أمّتهم عن الصراط المستقيم، أفلا يعلمون أنّ شأن اصطفاء الأئمة يختصّ به الله مالك المُلك من دون عباده سواء يكون إمامًا من المُرسَلين أو إمامًا مِن الصالحين؟ وأَشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّ الله اصطفاني للناس إمامًا مُبينًا فأيّديني بالبرهان لِصدق ما أدّعيه فزادني على كافة علماء الأمّة بسطةً في العلم وإذا لم آتِهم بالبرهان المُبين لصدق دعوتي فأُلجم بالحقّ عقولهم فإن لم أفعل فقد أصبح ناصر محمد اليمانيّ كذّابًا أشرًا وليس المهديّ المنتظَر المُصطفى مِن الله الواحد القهار، وأقسم بالله العظيم العالِم المُعَلِّم لعبده لو اجتمع كافة علماء المسلمين والنّصارى واليهود في طاولة الحوار للمهديّ المنتظَر لهيمنتُ عليهم بسلطان العلم مِن الكتاب جميعًا حتى أجعلهم بين خيارين: إمّا أن يتَّقوا الله فيتَّبِعوا كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أو يُعرِضوا عن كتاب الله ثم يحكم الله بيني وبينهم بالحقّ وهو خير الحاكمين.
ويا أيها الزاهد أبا راشد، إني أراك تُريد أن تجعل الحُجّة عليك هي الرؤيا في المنام! كلّا ثم كلّا أخي الكريم إذًا لَفسدت الأرض من جرّاء الرؤيا الكاذبة وأضغاث أحلام الشياطين، وإنما الرؤيا الصالحة فتوى مِن الله لصاحبها ولا يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ للأمّة مُطلَقًا، وإنما أفتاني جدّي محمد رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – لكي أعلم أن الله اصطفاني المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر خليفة الله على البشر فزادني الله بسطةً في العلم بالبيان الحقّ للذِّكر ليكون البرهان لصدق الرؤيا، وذلك لأنّ جدّي محمد رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – قال لي: [كان مني حرثك وعلي بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظمُ الغايات غايتك ولا يجادلك أحدٌ من القرآن إلّا غلبته] انتهت الفتوى من الله لعبده عن طريق جدّه الذي لا يتمثل به الشيطان في الرؤيا الصالحة.
وأشهدُ لله أنّ هذه الفتوى في الرؤيا الحقّ تخُصّني وحدي ولن يُعَذِّب الله الناس إن كذّبوا بها أبدًا ولن يغضب عليهم ولن يُحاسبهم شيئًا على التكذيب بها إلّا أن يُصدقني الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فيزيدني بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة من المسلمين والنّصارى واليهود فلا يجادلني عالِمٌ إلّا غلبته بسلطان العلم الحقّ من كتاب الله القرآن العظيم، ولا ولن آتيكم بسلطان العِلم من متشابهه بل من مُحكَمه الذي يفقهه كُلّ ذي لسانٍ عربيٍّ من الناس أجمعين فأجعل سلطان علمي واضحًا وبيّنًا لعالِم الأمّة وجاهلها حتى لا يُعرِض عن الحقّ إلّا مَن كَرِه الحقّ وكَرِه لقاء الله وكَرِه الله لقاءه وأحبط عمله وغضب عليه وأعدّ له عذابًا مُهينًا، فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟
ويا أيها المحترم والمُكرم في طاولة الحوار فضيلة الشيخ أبو راشد، إني أراك تطلب لقائي مباشرةً جهرةً وجهًا لوجهٍ لكي تعلم هل أنا المهديّ المنتظَر فتنصرني أم كذابٌ أشِرٌ فتُعرض عني، فلنفرض أني خالفت أمر الله – وأعوذُ بالله – طَمَعًا في نُصرتك الماديّة فهل ترى أنك حين تُقابلني سوف تسمع مني كلامًا آخر يقنعك غير الذي أنطق به في الموقع أم سوف تجد مكتوبًا على جبيني المهديّ المنتظَر؟ ولكن صورتي هي بين يديك كما هي والشاهد ربي.
إذًا لم يجعل الله الهدى في مُقابلتي أخي الكريم بل الهدى هو فيما أنطق به من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وليس بيني وبين المؤمنين والناس أجمعين غير ذلك حتى ألقى الله بقلبٍ سليم، ويا أخي الكريم لو كان التصديق في رؤية الشخص ذاته فكيف صدّقتَ أنّ محمدًا هو حقًّا رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – وأنت لم ترَهُ ما لم ترَ أنه جاء بالحقّ وصَدَّق المُرسَلين؟ ولم يجعل الله الهدى في صورة جدّي ولا في رؤيته ولا في سماع ذات صوته كلّا بل الهدى هو فيما يُحاجِج الناس به من عند ربه، وقال الله تعالى: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].
ويا أخي الكريم فضيلة الشيخ أبو راشد المحترم لم يجعلني الله مُبتَدِعًا؛ بل مُتّبِعًا لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، وأمَر الله المهديّ المنتظَر بذات الأمر الذي أمَر به كافة الأنبياء والمُرسَلين بالاحتكام إلى كتاب الله ربّ العالمين لنحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين من بعد ما أوتوه مِن قبل ثم يهدي الله الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله ويُضِلّ الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله.
وما أرجوه مِن فضيلتكم هو أن تتدبَّر ما يلي: فهل تجد ناصر محمد اليمانيّ مُبتدِعًا بالدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله المرجِع الحقّ للسنّة النّبوية وللتوراة والإنجيل؟ وسوف نقوم بنسخه لتتدبَّره فإن صدّقت به فليستمر الحوار، وأبشرك مُقدمًا بأنك هُديت إلى صراطٍ مستقيمٍ إذا استجبت لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله، وأما إذا أبيت وكان ناصر محمد اليمانيّ يأتي بالحُكم الحقّ من مُحكَم كتاب ومَن يحاورني يأتي بالحُكم المُختَلِف من السنَّة فلن يستطيع أن يهديه المهديّ المنتظَر ولا كافة الأنبياء والمُرسَلين بسبب إعراضه عن حُكم الله واتّباعه لحُكم الطاغوت فأصبح مثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، وذلك لأنّ الله أمر المؤمنين باتّباع كتاب الله وسنة رسوله ثم أمرهم إذا تخالَف شيءٌ مع كتاب الله سواء في السنّة النّبويّة أو في التوراة أو في الإنجيل فأمرهم الله بالاعتصام بالبرهان مِن كتاب الله ونبذ ما خالفه وراء ظهره سواء يكون في السنّة النّبوية أو في التوراة أو في الإنجيل فلم يعدهم الله بحفظهما من التحريف؛ بل جميعًا، ولم يَعد الناس إلّا بحفظ القرآن العظيم، ولذلك جعله الله المهيّمن عليهم والمرجع الحقّ لهم جميعًا، فتدبّر البيان الآتي والذي كتبناه من قبل بهذا الخصوص:
https://mahdialumma.org/showthread.php?p=5408
وأما بالنسبة للرؤيا الحقّ (كيف تُدرِك الشمس القمر) فسوف ألبّي طلبك ولو أنها لا تكون حُجّةً عليك حتى يُصدقني الله بالحقّ على الواقع الحقيقي، وأقسمُ بالله العظيم يا أخي الكريم أني لم أعلم كيف تُدرِك الشمس القمر، وأراني الله الشمس والقمر وهما بأفق الجبل الغربي الذي بجانب قريتنا فإذا بالقمر هلال ولكنه إلى الغرب من الشمس والشمس إلى الشرق من القمر وجميعهنّ بأفق الغروب وأنا كنت أنظر إليهم وهما بأفق الغروب، وأراني الله القمر يغرب قبل غروب الشمس برغم أني أراه هلالًا ثم تغرب الشمس بعده وأنا أنظر إليهما من على سطح قصر أبي ثم استدرت ونزلت السُّلم وأنا مُسرعٌ، وأنا أنادي أدركت الشمس القمر يا معشر البشر.. وانتهت الرؤيا.
فأدهشتني تلك الرؤيا وتفكّرت فيها بعد صلاة الفجر وأقول: يا رب كيف تدرك الشمس وأنت قلت وقولك الحقّ: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ} [يس:40]؟! فلم أفهم ما أقصد مِن قولي هذا غير أني أعلمُ أنها رؤيا حقّ من ربّي يريدني أن أُنذِر الناس بها، ولكن كيف أنذرهم بشيءٍ لم أفهمه؟
وفي الليلة التي تليها أراني الله في رؤيا أخرى القمر وهو بأفق الشرق، وفي الرؤيا أنّ الوقت بعد صلاة الفجر في ميقات الظلّ وقبل طلوع الشمس فإذا الهلال بدأ مِن طرف قرص القمر مِن أعلى وكان صغيرًا جدًا، فقلت: يا أيها الناس أفلا ترون أن القمر وُلِد مِن قبل الكسوف والشمس إلى الشرق منه فاجتمعت به وقد هو هلال؟
وكذلك لم أفهم الخَبَر كيف تدرك الشمس القمر، وماهي الحكمة مِن ذلك في الكتاب؟ ثم أراني الله رؤيا أخرى فإذا الهلال بأفق الشرق، وكذلك وُلِد وبدأ الضياء من أعلى قرص القمر الذي إلى جهة السماء للناظر فإذا أنا أقول: أفلا ترون أن القمر وُلِد وغاب شرقًا؟ غير أني نطقت ذلك باللغة العامية فقلت: هاذي تشوفوا أن القمر ولد وغاب شرقًا؟ فتبيَّن لي كيف تُدرِك الشمس القمر ولكني لم أفهم ما هي الحكمة مِن هذا الحدث؟
ثم أراني الله رؤيا أخرى وانا أنطق وأقول أنّ الشمس أدركت القمر تصديقًا لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر ناصر محمد، فإذا أنا أقسمُ للناس أنّي لمن الصادقين، وانتهت الرؤيا.
وآخر رؤيا في هذا المجال كانت بالضبط في تاريخ يوم الأحد 2 شعبان 1429 من بعد صلاة الفجر نمت وبعد نومي مباشرةً وإذا أنا أقول في مثل هذا اليوم يوم الأحد ستُدرِك الشمس القمر تصديقًا لأحد اشراط الساعة الكُبَر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر بعد أن يبلغ تسعة آلاف درجة.. انتهت الرؤيا.
ثم زادني الله علمًا من الكتاب فعلَّمني كيف تدرك الشمس القمر، وكيف أحاجِج الناس بتلك الآية الكونيّة قبل أن يسبق الليل النهار بسبب طلوع الشمس من مغربها، وسبق وأن فصَّل الله لعبده عن طريق الرؤيا الحقّ كيف يسبق الليل النهار، فأراني كوكب العذاب يقترب من الأرض فتسبب في طلوع الشمس من مغربها، وإذا أنا أقول: الآن علمتم أني المهديّ المنتظَر! وهذا ما يخيفني أنكم لن تصدقوا حتى يسبق الليل النهار، ولكن لعلَّ المقصود البشر بشكلٍ عامٍ وليس المسلمين علّهم يُصَدِّقوا بالحقّ قبل أن يسبق الليل النهار، فكَم الأمر خطيرٌ بل نبأٌ عظيمٌ والناس عنه معرضون! لا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.
وأقسمُ بالله ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أن غرّة صيام رمضان العالميّة هي ليلة الجمعة المُباركة إلّا أن يُنكِر أولياء المسجد الحرام أن الشمس أدركت القمر فيردُّوا شهداء الرؤية فيتّبعوا علماء الفلك الذين هم موقنون أنه لن يُرى هلال رمضان بسبب غروبه قبل غروب شمس الخميس ليلة الجمعة، أفلا يعلمون أنّ الوضع الذي يعلمون به سوف يحدث في يوم الخميس قد حدَث مُسبَقًا يوم الأربعاء ولكن أكثرهم يجهلون، وإنّا لله وإنّا إليه لراجعون.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو المؤمنين الذليل عليهم والعزيز على عدوّهم الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ.
_______________