الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
21 – جمادي الآخرة – 1430 هـ
14 – 06 – 2009 مـ
10:19 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ على أخي الكريم المُحترَم فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين النبيّ الأميّ الأمين وآله الطيّبين والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
السلام على أخي الكريم المُحترَم فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير ورحمة الله وبركاته، وأرجو من الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يعفو عنك أخي الكريم، وقد عفونا عنك مرةً أخرى طَمَعًا في المزيد مِن حبّ الله وقُربه ورضوان نفسه فأنت جُزءٌ مِن غاية الإمام المهديّ محمد ناصر اليمانيّ كما تُسَمِّيني، ولكن اسمي الحقّ هو (ناصر محمد اليماني) وأريد لك النّجاة وليس الهلاك.
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار إني أُذكِّركم بقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل]، وأُذَكِّركُم بقول الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
فإذا أردتم أن تنالوا محبة الله فكونوا أذّلةً على المؤمنين أعزّةً على الكافرين الذين تبيَّنوا لكم أنهم يحاربون الدعوة إلى الله بعدما تبيّن لهم أنهُ الحقّ كأمثال علم الجهاد علم الشيطان الرجيم، فلا تثريب عليكم أن تكونوا أعِزّةً عليهم إن تبيّن لكم أنهم مِن شياطين البشر، فمَن اتَّبعني في الدعوةِ بالحكمةِ والموعظة الحسنة لتحقيق هدف النّعيم الأعظم فأولئك مِن أحبّ الأنصار السابقين الأخيار الذين وعد الله بهم المهديّ المنتظَر في زمنٍ يرتدّ فيه المسلمون عن الجهاد في سبيل الله للأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وما ينبغي لكم أن تفتنكم الغيرة على إمامكم وأنفسكم بأن تخالفوا أمري، ألم أستوصِكم بالرِّفق بأخينا أبي صالح المدني من قبل أن أعلم أنه فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير المُحترَم؟ وأنا أحترمه لأنّ لديه غيرةٌ على الدّين، وإنما جاء إلى موقعنا ليُدافِع عن الدّين وعدم إضلال المسلمين لأنه يظنّ أنّ ناصر محمد اليمانيّ على ضلالٍ مبينٍ وأن مثله كمثل المهديّين الذي اعترتهم مسوس الشياطين في كلّ عصرٍ، وذلك مكرٌ مِنَ الشياطين حتى إذا جاء المسلمين المهديُّ المنتظَر الحقّ من ربّهم فيظنّه علماء المسلمين أنّ مثله كمثل المهديّين من قبله الذين تبيّن لهم أنه تتخبَّطهم مُسوس الشياطين، فلا تلوموا على الرجل فلو كان يعلم أني الإمام المهديّ الحقّ من ربّه لكان من الأنصار السابقين الأخيار، وتذكّروا لولا نعمة الله عليكم من قبل أن يتبيّن لكم أنّ ناصر محمد اليمانيّ أنه هو حقًّا الإمام المهديّ فقد كنتم كمثل الشيخ وغيره لا تعلمون أني الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم حتى نوَّر الله قلوبكم وبصَّركم بالحقّ من بعد التدبّر والتفكّر، فاحرصوا على هُدى النّاس إلى الحقّ وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا وكونوا أذِلَّةً على المؤمنين واحرصوا على إنقاذهم من بأسِ الله، وإن تعفوا عنهم لا يجد الله إلَّا أن يعفو عنهم فيقول يا عبادي لستم أكرم من ربّكم وما دمتم قد عفوتم عنهم من أجل ربّكم كان حقًّا على الله أن يهديهم من أجلكم، فهل أدركتم الحكمة من قول الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت]؟
ولسوف أُعَلِّمكم البيان الحقّ لهذه الآية وفيها يوجد وعدٌ من الله أنه عندما تجد قولًا سيئًا مِن المنكِرين للحقّ من ربّهم ومن ثم تدفع بحسنة العفو فيتأثر قلب المُسيء إليك فيندم على الأذى الذي لقيته منه فيتحوّل إلى وليٍّ حميمٍ فيُبَصِّره الله بالحقّ فيعفو الله عنه من أجلك فيهديه من أجلك، فيتحوّل قلبه من العداوة إلى وليٍّ حميم، وإذا لم يندم فعند ذلك تعلم أنهُ لَمِن شياطين البشر الذين لن يزيدهم العفو إلا تكبرًا وغرورًا لأنهم تأخذهم العزّة بالإثم وينقمون من المؤمنين الموحِّدين لله ربّ العالمين، ولكن فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير المحترم ليس منهم وإنما جاءكم ليدافع عن الدّين ويصدّ عن إضلال المسلمين بظنّه أنّ ناصر محمد اليمانيّ من المهديّين المُفترين فما أكثرهم في العالمين، فلا لوم عليك أخي الكريم فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير المحترم أبو صالح المدني، وأقسمُ بالله ربّ العالمين أني لا أريدك أن تتَّبِعني بغير علمٍ ولا هُدًى، وقد أمر الله طلّاب العلم أن لا تقفُ ما ليس لك به علمٌ وأن تستخدم عقلك وبصرك وسمعك هل هذا الداعية يتكلم بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ أم يضلّ طُلّاب العلم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئًا؟ فإذا تدبّرت وتفكّرت في منطق الداعية وسلطان علمه فتستمع إلى قوله فإن تبيّن لك أنّ الداعية ذو قولٍ حسنٍ ينطق بالحقّ بسلطان العلم ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فتتَّبعه، أو يتبيّن لك أنّ سلطان علمه ليس إلَّا اجتهادٌ منه بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئًا فعند ذلك يجعل الله لك الحُجّة عليه فيزيدك الله علِمًا لتصدّه عن إضلال الأمّة وذلك لأنك فهمت ما لديه.
ويا أخي الكريم أفتيك بالحقّ إنّ الله لا يهدي من ذُريّة آدم إلى الحقّ إلّا الذين لا يحكمون على الداعية مِن قبل أن يتبيَّنوا أمره فيتدبّروا سلطان علمه ويتفكّروا في منطق دعوته وحُجّته ومن بعد التفكّر والتدبّر يأتي الحُكم منهم من غير ظُلمٍ أنه على ضلالٍ مبينٍ أو يتبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وإني الإمام المهديّ أعظكم بما وعظكم الله به على لسان رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ]، ومن بعد التدبّر في بيان الدعوة والتفكّر بالعقل فسوف يفتيك عقلك الذي لن يُضِلّك عن الهدى إذا استخدمته. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر:17-18]، وذلك لأنّ الله يستوصيكم أن تتدبّروا القول من قبل أن تحكموا. تصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون]. إذًا لن يتذَكَّر إلَّا أولو الألباب المتدبّرون لآيات الكتاب. تصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
ويا أخي الكريم فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير المحترم حفظكم الله من كلّ مكروهٍ إنما ابتعثني الله للدفاع عن السُّنة النبويّة الحقّ، فأمّا القرآن فهو محفوظٌ من التحريف ولكنكم اتّخذتموه مهجوراً بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلَّا الله وكان هجركم له بعدم التفكّر والتدبّر وقلتم حسبنا ما وجدنا عليه الأولين على السُّنة النبويّة وقد بيّن محمدٌ رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – لهم القرآن في السُّنة النبويّة وأتيتم بقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44]، فلماذا هذه الآية علمتم تأويلها وأنتم تقولون أنه لا يعلم بتأويل القرآن إلا الله؟ وهذه من الآيات المُحكَمات أنّ محمدًا رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – بَيَّن آياتٍ في القرآن تختص بالدّين وإنما البيان في السُّنة النبويّة الحقّ، ولكن الله أخبركم أنها توجد طائفةٌ من شياطين البشر المؤمنين ظاهر الأمر ويبطنون الكفر والمكر ليصدّوا المسلمين عن الصراط المستقيم عن طريق السُّنة النبويّة وإنما اتّخذوا أيمانهم جُنّةً ليكونوا من رواة الحديث فيُضِلّوا المسلمين عن طريق السُّنة النبويّة التي لم يعدهم الله بحفظها من التحريف، وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].
ويا أخي الكريم تدبّر قول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم، فهل تظنّ أنهم صدّوكم بالسيف عن سبيل الله؟ كلّا، ومن ثم علمكم الله كيفية طريقة صدّهم عن سبيل الله وهو أنهم يقولون أحاديثَ عن النبيّ في السُّنة النبويّة غير الذي يَنطق به الذي لا يَنطق عن الهوى، وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّـهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّـهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ويا أخي الكريم لو تدبّرتَ هذه الآيات المحكمات البيّنات لعلمتَ أنّ الأحاديث في السُّنة النبويّة الحقّ جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم. تصديقًا لقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إني أُوتِيْتُ القرآن ومِثلَه معه] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ولكنّ الله علَّمكم أنه لم يعدكم بحفظ السُّنة من التحريف والتزييف، ولذلك أمركم الله أنّ الحديث الذي يُذاع فيه الخلاف بينكم أن تحتكموا إلى القرآن العظيم فتدبّروا مُحكَم آياته من أمّ الكتاب، وعلَّمكم الله أنه إذا كان هذا الحديث المختلَف عليه في السُّنة النبويّة جاء من عند غير الله فإنكم سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا، وجعل الله هذا الحُكم في آيةٍ مُحكَمةٍ في القرآن العظيم بَيِّنة لكلّ ذي عقلٍ وفكرٍ من المسلمين (عالِمًا أم جاهلًا)، وجعل الله حُكمه الحقّ في الآية (81) و (82) من سورة النساء. قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.
وعلى هذا النّاموس والحُكم الربّانيّ الحقّ أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فيتمّ عرض الأحاديث في السُّنة النبويّة على مُحكَم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف فتتمّ المُقارنة بين ما جاء في مُحكَم آياته المُحكَمات البيّنات هُنَّ أُمّ الكتاب فما وجدناه من الأحاديث في السُّنة النبويّة جاء مُخالِفًا لآيةٍ مُحكَمةٍ في القرآن العظيم فقد علمتم أن هذا الحديث موضوعٌ في السُّنة النبويّة قد جاء من عند غير الله من عند الشيطان على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يؤمنون ظاهر الأمر ويبطنون الكفر والمَكْر فيحضرون للاستماع إلى محاضرة البيان في السُّنة النبويّة ليكونوا من رواة الحديث فإذا خرجوا من عند محمدٍ رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – يبيِّتون أحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام ليصدّوكم عن سبيل الله في الوقت المناسب عن طريق السُّنة النبويّة، ولكن لا حُجّة لكم بين يدي الله لأنه أخبركم أنهُ لم يعدكم بحفظ السُّنة النبويّة من التحريف ولم يعدكم إلَّا بحفظ القرآن من التحريف لذلك جعله المَرجِع الحقّ للسنة النبوية. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.
ولكن للأسف إن الذين لا يعلمون أنّ الأحاديث الحقّ في السُّنة النبويّة جاءت من عند الله ظنّوا أنه يقصد القرآن أن لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا، ومن ثم نردّ عليهم بالحقّ ونقول: إنْ وجدنا أنّ الخطاب موجّهٌ للكافرين الذين عصوا الله ورسوله ظاهر الأمر وباطنه فقد صَدَق تأويلكم لهذه الآية المُحكَمة التي لا تحتاج إلى تأويلٍ، وإنْ وجدنا أنّ الخطاب موجّهٌ للمؤمنين الذين يقولون طاعةٌ لله ورسوله فقد صَدَق حكمُ الإمام ناصر محمد اليمانيّ المُستنبَط من مُحكَم القرآن العظيم، وإلى الحكم الحقّ، قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم، فهل وجدتم أخي الكريم فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير أنّ الخطاب موجّهٌ للذين تولّوا عن طاعة الله ورسوله حتى تظنّوا أنه يقصد القرآن أن لو كان من عند غير الله لوجدتم فيه اختلافًاً كثيرًا؟ أم وجدتم أنه يقصد الحديث المُخْتَلف عليه في السُّنة النبويّة أن لو كان من عند غير الله فإنكم سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا؟ أفلا تتَّقون؟!
وأقسمُ بالله العظيم البَرّ الرحيم لو اجتمع جميع علماء أمّة الإسلام الأحياء منهم والأموات أجمعين فإنه لا ينبغي لهم أن يأتوا ببيانٍ للقرآن خيرٌ من بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأحسنُ تفسيرًا، فهل بعد الحقّ إلَّا الضلال؟! فقد تبيّن لكم يا معشر علماء أمّة الإسلام الذين اختلفوا في الدّين فتفرّقوا وفرّقوا المسلمين وفشلوا وذهبت ريحهم أنّ الله جعل كتاب الله القرآن العظيم هو الحَكَم فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر المُختلِفين في الدين، وكذلك جعل الله القرآن العظيم هو الحَكَمُ بين الذين فرقّوا دينهم من قبلكم من بني إسرائيل من النّصارى واليهود. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [النمل]، ومن ثم أمر الله رسوله أن يدعوهم إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكُم بينهم منه بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فتولّى الذين هم للحقّ كارهون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وهذا هو حُكْم الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم بين السُنة والشيعة في الحديث المُختلَف عليه (في موضعٍ فيه) عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسُنّتي]. وأمّا الشيعة فيقولون إنّ محمدًا رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – قال: [إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي].
فتبيّن لكم الحُكم الحقّ بينهما بالحقّ أنّ الحقّ [كتاب الله وسُنّتي] ولم يقُل وعترتي، وذلك لأنّ العترة يموتون كما يموت النّاس وليسوا جميعهم أئمةً، وإذا ابتعث الله أحدهم ليهدي المسلمين إلى الصراط المستقيم فإنّ الله يزيده بسطةً في العلم على كافة علماء الأمّة حتى يحكُم بينهم بالحقّ من كتاب الله ثم لا يجد الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم في صدورهم حَرَجًا مِمَّا قضى بينهم بالحقّ ويُسَلِّموا تسليمًا ومِن ثَمَّ يعلمون أنّ الله اصطفاه لهم قائدًا وإمامًا حَكَمًا بينهم بالحقّ وجعلهُ أحسن منهم تأويلًا لكتاب الله ويحكمُ بينهم من كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ وجعله من أولي الأمر منكم الذي أمركم الله بطاعتهم بعد الله ورسوله. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [النساء]. وإن كان إمامًا حقًّا للمسلمين فهو يدعوهم إلى كتاب الله وسنَّة رسوله ولا يُفرِّق بين حُكم الله في القرآن العظيم وحكم رسوله في السُّنة النبويّة الحقّ فيتّبع ما تناقض مع حُكم الله؛ بل يأتيهم بحكم الله ورسوله فيما كانوا فيه يختلفون فيحكُم بينهم من كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم.
وبما أننا أتيناكم بالحُكْم الحقّ من كتاب الله أنّ القرآن هو المرجِع لِما اختلفتم فيه من الأحاديث النبويّة ومن ثم آتيكم بِحُكم رسوله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – بينكم في هذه المسألة. قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [اعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [وإنها ستفشى عني أحاديثُ فما أتاكم من حديثي فاقرؤوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ستكون عني رواةٌ يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قومٍ يحبون الحديث عني ومن قال عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار فمن حفظ شيئًا فليُحدِّث به].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [عليكم بكتاب الله فإنكم سترجعون إلى قومٍ يشتهون الحديث عني فمن عقل شيئًا فليُحدِّث به ومن افترى عليّ فليتبوّأ مقعدًا وبيتًا من جهنم].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ألا إنها ستكون فتنةٌ قيل ما المَخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يَخْلَقُ عن كثرة الردّ ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنًا عَجَبًا يهدي إلى الرشد فآمنا به} من قال به صدق ومن عمل به أُجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يأتي على النّاس زمانٌ لا تطاق المعيشة فيهم إلا بالمعصية حتى يكذب الرجل ويحلف فإذا كان ذلك الزمان فعليكم بالهرب قيل يا رسول الله وإلى أين المهرب قال إلى الله وإلى كتابه وإلى سنّة نبيه الحقّ].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما بال أقوامٍ يشرّفون المترفين ويستخِفّون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يُدرك بغير سعيٍ من القدر المقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يُدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله يقول: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ}].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلّمه واتبع ما فيه].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحدٍ في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنةٌ مني ماضية].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها، أكتابٌ مع كتاب الله؟ يوشك أن يغضب الله لكتابه].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [يا أيها الناس، ما هذا الكتاب الذي تكتبون؟ أكتابٌ مع كتاب الله؟ يوشك أن يغضب الله لكتابه قالوا يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ؟ قال: من أراه الله به خيرًا أبقى الله في قلبه لا إله إلا الله].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تكتبوا عني إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحُه، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب عليّ فليتبوّأ مقعده من النار].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيءٍ فإني أخاف أن يخبروكم بالصدق فتُكذِّبوهم أو يخبروكم بالكذب فتُصدِّقوهم، عليكم بالقرآن فإنّ فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم].
قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيءٍ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلّوا، إما أن تُصدِّقوا بباطلٍ وتكذبوا بحقٍّ، وإلا لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتّبعني].
صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويا أخي الكريم فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير المحترَم، ويا معشر الباحثين عن الحق، فهل وجدتم اختلافًا شيئًا بين بيان محمدٍ رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – وبين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ للقرآن من ذات القرآن؟ فلا حُجّة لكم على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ بعد إذ حاججتكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ثم بالبيان الحقّ من عند الرحمن على لسان محمدٍ رسول الله في السُّنة المُهداة فلم تجدوها تختلف مع بيان ناصر محمد اليمانيّ للقرآن، ومن حاجّني الآن بِما خالف لمُحكَم كتاب الله وبِما خالف لِمُحكَم السُّنة النبويّة للبيان على لسان محمدٍ رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – فاشهدوا عليه بالكفر والإعراض عن كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ، وعصى الله ورسوله والمهديّ المنتظَر وما بعد الحقّ إلا الضلال، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
ويا أخي الكريم فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير المحترم، إني أراك تقول أنك سوف تنسحب من الحوار حتى لا تُشهِر المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ. ثم أردّ عليك بالحقّ وأقول: إنّ من أراد أن يُشهِر نفسه أنّهُ المهديّ المنتظَر وهو ليس المهديّ المنتظَر فبِئس الشهرة وسوف يجعله الله مِن أشهر الكُفَّار في نار جهنّم وبئس المصير، وإنما ذلك عذرٌ شيطانيٌّ فلا تتَّبِعه وعُذرٌ قبيحٌ، فلنفرض أنّ ناصر محمد اليمانيّ كذابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر فهل تتركه يُضِلّ المسلمين؟! بل حقٌّ عليك أن تدمَغ الباطل بالحقّ فإذا هو زاهقٌ إذا كان الباطل مع ناصر محمد اليمانيّ وإن كان الحقّ مع ناصر محمد اليمانيّ فإن لكلّ دعوى بُرهانٌ فسوف يدمَغُ كافة حُجَج علماء المسلمين والنّصارى واليهود بالحقّ فإذا الباطل زاهق فتصبح حُجّة الباطل واهية، وإنَّا لصادقون. ومَن أعرض عن دعوة الحقّ إلى الاحتكام إلى الذِّكر المحفوظ من التحريف بعدما تبيّن له أنه الحقّ من ربّه أولئك يُقَيِّض الله لهم قُرَنَاءَ من الشياطين فيصدّونهم عن الهدى ويحسبون أنهم مهتدون ويجعل معيشته ضَنكًا ويحشرهُ يوم القيامة أعمى، ومِن ثَمَّ يُعاتِب ربّه فيقول : “ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًاً؟”، ثم أقام الله عليه الحُجة بالحقّ وقال: {قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} صدق الله العظيم [طه].
الداعي إلى الاحتكام بكتاب الله الذِّكر المحفوظ مِن التحريف القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ الإمام المهديّ المنتظَر من آل البيت المُطهَّر الذي جاء به القَدَر المَقدور في الكتاب المسطور لتنفيذ حِكمة التواطؤ في اسم المهديّ المنتظر لاسم محمدٍ رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – فواطأ اسم محمدٍ – صلّى الله عليه وآله وسلّم – في اسم المهديّ المنتظَر في اسم أبيه (ناصر محمد) ليجعل الله في اسمي خبري ورايتي وعنوان أمري، وذلك لأنّ الله لم يجعلني نبيًّا ولا رسولًا جديدًا بل ابتعثني ناصرًا لِما جاءكم به خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمدٌ – صلّى الله عليه وآله وسلّم – ولذلك جعل في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد) فأدعوكم إلى الرجوع إلى منهاج النبوّة الأولى على كتاب الله وسنة محمدٍ رسول الله الحقّ التي لا تُخالِف لمُحكم القرآن العظيم فهل أنتم مهتدون؟ فأطيعوا أمري وشدّوا أزري فيشرككم الله في أمري وإن أبيتم أظهرني الله عليكم وعلى كافة البشر في ليلةٍ وأنتم صاغرون.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو فضيلة الشيخ الدكتور فالح بن محمد الصغير وجميع المؤمنين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________