هيهات هيهات يا دكتور..


– 7 –

الإمام ناصر محمد اليماني
28 – 05 -1431 هـ
12 – 05 – 2010 مـ
12: 20 صباحاً

[ لمتابعة رابط البيان للمشاركة الأصلية ]
https://www.mahdialumma.com/showthread.php?p=2212
ـــــــــــــــــــ

هيهات هيهات يا دكتور ..

د.احمد هواري: (الموضوع الاخر الذي ساطرحه ان شاء الله هو احاديث رؤية الله فاستعدوا له)

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويقول لك المهديّ المنتظَر: هيهات هيهات يا دكتور، أفلا تستحي من نفسك ومن ربِّك ومن العالمين؟ فإنك تتكلم وتقول:

وغداً سوف ننتقل إلى موضوع آخر وهي رؤية الله جهرة)!

وكأنّك جئتنا في هذا الحوار بسُلطان العلم المُلجم وأنت لم تأتِ بشيء على الإطلاق؛ بل لم تأتِ بسُلطان واحدٍ من آيات الكتاب المُحكمات البيّنات بأنّ الله يؤيِّد بآياته الباطلَ وأولياءه، وإنّما تُجادل بالظنِّ الذي لا يُغني عن الحقِّ شيئاً، وهيهات هيهات أن تفلت مني إلى موضوعٍ آخر حتى ننتهي من هذه النقطة ونخرج جميعنا بنتيجةٍ.

ويا معشر الباحثين عن الحقِّ من العالمين ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، فمن كانت حُجّته هي الأقوى والمُهيمنة بالحقّ؟ فهل هو الدكتور أم المهديّ المنتظَر؟ وإن أصررتَ على عقيدة الباطل ورفضت العقل والمنطق وسلطان العلم الحقِّ المصدق للعقل والمنطق وأبيتَ إلا أن تتَّبع الباطل المُفترى، فأقول لك: فللمهديّ المنتظَر سؤالٌ بسيطٌ وهو أن تفتيني وجميعَ الأنصار السابقين الأخيار عن البيان الحقِّ لقول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

وموضع السؤال بالضبط هو: ما هو المقصود بقول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}؟ فهل المسيح الكذَّاب وأولياؤه {{{{غَيْرَ مَدِينِينَ}}}}؟ بل المسيح الكذَّاب يدَّعي الربوبية من دون الله، وبما أنّ لكُل دعوى برهان: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

فاتقوا الله يا من غيّرتم ناموس إرسال آيات الله في الكتاب رأساً على عقب، وأقسِمُ بربّ العالمين قسم المهديّ المنتظَر عن علمٍ وليس قسمَ كافرٍ ولا فاجرٍ، لو اجتمع كافة عُلماء المُسلمين وخُطباء المنابر ومُفتو الديار على أن يأتوا بدليلٍ واحدٍ فقط فقط فقط من القرآن العظيم أنَّ الله يؤيِّد بآياته أعداءه لما استطاعوا جميعاً ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً؛ بل سوف يجدون العكس تماماً والتحدي المُطلق من ربّ العالمين، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَ‌بِّي يَقْذِفُ بالحقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٤٨﴾قُلْ جَاءَ الحقِّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} [سبأ].

{فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} [الواقعة].

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [لقمان:11].

فهل يستطيع أن يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت؟ ولكنّها لن تطيع أمره مثقالُ ذرةٍ في السماء والأرض لأنه لم يخلق مثقال ذرةٍ في السماوات والأرض. وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} صدق الله العظيم [سبأ: 22].

وذلك لأنّ إنزال المطر هو من آيات الله التي لا يأتي بها سواه. وقال الله تعالى: {أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

وكذلك إنبات الشجر هو من آيات الله لولا أن الله ينبت لكم البذور التي ترموها في الحرث لما استطعتم أن تنبتوا بذرةً واحدةً مما قذفتموه في الحرث، ومن ثم تذهب البذور منكم بين التراب لم ينبت منها شيء وخسرتم بذوركم. وقال الله تعالى: {أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تَحْرُ‌ثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَ‌مُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

فكيف يأتي الباطل بآيات الله التي جعلها الله حقائق هذا القُرآن على الواقع الحقيقي، فلا يستطيعون؟ أم إنّكم تظنون آيات الله في القُرآن مجرد كلام في كلام؟ سُبحان الله العظيم! بل هو الحقِّ تجدونه الحقِّ على الواقع الحقيقي في خلقكم وخلق السماوات والأرض وخلق أنعامكم وخلق ما يخرج من حرثكم وفي شربكم وفي خلق كلّ دابةٍ أو طائر يطير بجناحيه لأنه الخالق لكل شيءٍ، ولن يؤيِّد الله بآياته تصديقاً لدعوة الباطل، ولن يستطيع الباطل الذي يدعونه من دون الله أن يخلق حتى ذُبابةً واحدةً ولو اجتمعوا له. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖوَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ ْوَالْمَطْلُوبُ} صدق الله العظيم [الحج: 73].

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم [لقمان:11].

فكيف أنّ الله يُفتي في مُحكم كتابه إنَّ الله لا يُرسل بآياته إلا تخويفاً لعباده ليتبعوا الحقّ، أم أنه ادَّخرها للمسيح الكذاب؟ سُبحان الله العلي العظيم وتعالى علوّاً كبيراً! فانظروا إلى الفتوى من الله في ناموس إرسال الآيات في قول الله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم [الإسراء: 59].

فانظروا لناموس إرسال الآيات: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم؛ أي تخويفاً للناس من ربِّهم لكي يتبعوا الحقِّ فإذا كذبوا بآياته التي أيّد بها لدعوة الحقِّ ومن ثم يعذبهم الله من بعد التكذيب بآياته عذاباً نكراً. وقال الله تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم. ولكن ونظراً لأنّ عُلماء المُسلمين قد صدّقوا الباطل وكذّبوا بالحقِّ واتّبعوا الذين غيّروا ناموس إرسال الآيات فزعموا أنَّ الله يؤيِّد بها الحقِّ والباطل جميعاً ولذلك فقد كفروا بآيات الله جميعاً بسبب عقيدتهم أنّ الله كذلك يؤيِّد بها للباطل، ولذلك أُبشِّرُهم بعذاب يومٍ عقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

فكيف أنَّ الله يفتي بأنّه يؤيِّد بآياته تصديقاً لدعوة الحقِّ إليه كما تجدون أنّ الله يؤيِّد بها أنبياءه ورُسله لأنّهم يدعون إلى الحقِّ ولذلك يصدق دعوتهم بآيات الحقِّ الذي يدعو إليه وهو الحقِّ سُبحانه وما دونه باطل، فكيف يُصدق الله بآياته كذلك دعوة الباطل من دونه؟ فوالله الذي لا إله غيره لا يصدق بهذا الافتراء إنسانٌ عاقلٌ ولكنّه سوف يُصدق بهذا الافتراء الذين لا يعقلون مَنْ هم أضلّ من الأنعام سبيلاً. وقال الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الفرقان:44].

ويا أمّة الإسلام، إنّني الإمام المهديّ المنتظَر الحقِّ خليفة الله ربّ العالمين، وإذا كُنتُ مُفترياً على الله ولم يصطفِني فإنّ عليّ لعنة الله كما لعن الله إبليس إلى يوم الدين، أو على من تبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراط مُستقيم ومن ثم تأخذه العزّة بالإثم فيجادل بالباطل وبالظنّ الذي لا يُغني من الحقِّ شيئاً فمن يجيره من عذاب يوم عقيم؟

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *