الحكمة من التواطؤ للاسم محمد في اسم المهدي لكي يكون في اسمي خبري وعنوان أمري ..

– 4 –
الإمام ناصر محمد اليماني
17 – صفر – 1430 هـ
13 – 02 – 2009 مـ
12:16 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ


الحكمة من التواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ لكي يكون في اسمي خبري وعنوان أمري ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
أخي الكريم إني أراك قد خدمت الإمام المهديّ وأجبت على نفسك بقولك:
[quote]فمثلاً أحد أقربائي يُسمّى محمد بن عبد الله فهل يمكن له أن يقول أنا المهدي؟! بالطبع لا.[/quote]وصدقت في ذلك لأن الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في بسطة العلم، ولو كانت الحجّة في الاسم لكان للنصارى حُجّة على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقول الله تعالى في الإنجيل: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:٦].

برغم أنّ أحمد هو ذاته مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ} صدق الله العظيم [محمد:٢].

ولكنه ذُكر في الإنجيل أحد أسمائه في الكتاب عليه الصلاة والسلام وهو (أحمد) ولم يجعل الله ذلك حُجّة للنصارى على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك لكي يعلم اليهود والنصارى أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم، ولذلك أمر الله رسوله أن يدعو من كذّبه من النصارى إلى المُباهلة من بعدما جاءه من العلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:٦١].

وهذا ردّي عليك لو أنّ اسم الإمام المهديّ جاء (محمد بن عبد الله) في القرآن وفي السّنة، ولكنه ما أنزل الله بالمهديّ محمد بن عبد الله من سُلطان لا في كتاب الله ولا سنة رسوله الحقّ، وما أنزل الله بالمهديّ محمد بن الحسن العسكري من سُلطانٍ لا في كتاب الله ولا سنّة رسوله الحقّ، وما أنزل الله بالمهديّ أحمد بن عبد الله من سُلطانٍ لا في كتاب الله ولا سنّة رسوله، إن هي إلا أسماءً سميتموها ما أنزل الله بها من سُلطان، وقد أخبركم مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ الله يبتعث المهديّ إليكم ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وقال عليه الصلاة والسلام: [أُبشّركم بالمهديّ، يُبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملـئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صفاحاً].

قال رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يخرج المهديّ في أُمّتي يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأُمّة، وتعيش الماشـية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صفاحاً].

قال رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [لا تذهب الدنيا حتّى يبعث الله رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي يملأُها قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً].

قال رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلـقي، يمـلأُها قسـطاً وعـدلاً].

قال رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يخرج رجل من أهل بيتي، ويعمل بكتاب الله و بسُـنّـتي، وينزل الله له البركة من السماء، وتخرج له الأرض بركـتها، ويملأُهـا عدلا كما ملئت ظلماً وجوراً فقال (عليه السلام): يا حذيفة! لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يملك رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم على يديه، ويظهر الإسلام، ولا يخلف وعده، وهو سريع الحساب]. صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن خلال الأحاديث الحقّ من عند الله ورسوله في السّنة النّبويّة الحقّ يتبيّن لكم أنّ الله هو من يصطفي الإمام المهديّ ويبعثه إليكم، وبما أنّ الله هو من يصطفي المهديّ ويبعثه إليكم فأصبح من المنطق أن يُعرّفكم على شأنه فيكم فيقول: يا معشر المُسلمين، إني الإمام المهديّ ابتعثني الله إليكم لأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فأجمع شملكم وأجبر كسركم، فيتم الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظهوره.

وأما الاسم فقد أخبركم مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ اسم المهديّ يواطئ فيه اسم مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يقُل عليه الصلاة والسلام اسمه اسمي! وقد خاب من افترى. بل الحقّ يواطئ اسمه اسمي، والتواطؤ المقصود فيه حكمةٌ بالغةٌ من الله وذلك لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر.

إذاً الحكمة من التواطؤ للاسم محمد في اسم المهديّ لكي يكون في اسمي خبري وعنوان أمري، وذلك لأنّ الله لم يجعلني نبياً ولا رسولاً بل الإمام الناصر لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك واطأ الاسم مُحمدٌ في اسمي في اسم أبي (ناصر مُحمدٍ)، وذلك لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر لو كنتم تعقلون.

وقد اختلفتم في الاسم، فمنكم من سمَّاه:
1- محمد بن عبد الله
2- أحمد بن عبد الله
3- محمد بن الحسن العسكري.

وجميع هذه الأسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ولم يجعل الله الحجّة في الاسم بل في العلم لو كنتم تعقلون، فإن كنت يا هذا ذا علمٍ لما علمكم الله فحاجِجْنا بعلمٍ وسُلطانٍ، وهيمن على ناصر مُحمد اليماني بعلمٍ أهدى من علمي وأقوم سبيلاً إن كنت من الصادقين !
أما الإنكار للحقّ بعدة كلماتٍ ومن ثم تولوا مدبرين فلا خير فيكم ولا في علمكم وضرركم على الدين أكبر من نفعكم وتصدون عن الحقّ بكُل ما خالف لكتاب الله وسنة رسوله وتحسبون أنكم مهتدون، وقالت الشيعة: “ليست أهل السُّنة على شيء”! وقالت السُّنة: “ليست الشيعة على شيء”! وأنتم لستم على شيء كلكم؛ بل أنتم المقصودون من قول الله تعالى:
{قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} صدق الله العظيم [البقرة:١١٣].

ومثلكم كمثل اليهود والنصارى فهم على باطل جميعاً. وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:١١٣].

فاتقوا الله يا معشر الشيعة والسُّنة، وحاجوني بالعلم كافةً فإذا لم أخرس ألسنتكم بالحقّ من مُحكم القرآن العظيم فلست الإمام المهديّ الحقّ من ربكم. وطاولة الحوار هي موقع الإمام ناصر مُحمد اليماني،فهلمّوا للحوار بسُلطان العلم، ولا حاجة لنا بجدل الذين لا يعلمون إلا الباحثون عن الحقّ فهم على رؤوسنا مُعززين مُكرمين حتى يتبيّن لهم أنه الحقّ من ربهم بعلمٍ وسلطانٍ مُنير.

وأما الذين لا يعلمون فلو آتيه بألف ألف برهانٍ من كتاب الله وسنة رسوله على البرهان بشأن ناصر مُحمد اليماني لنبذهم جميعاً وراء ظهره وحاجني بروايةٍ من عند الشيطان الرجيم وليس من عند الله ورسوله؛ قولهم أن المهديّ لا يقول أنه المهديّ ولا يشهر نفسه بل الناس من يصطفونه ويقولون أنه المهديّ! فكيف تتدخلون في شؤون الله والمُلك ملكه وليس مُلككم ويؤتي ملكه من يشاء وهو من يصطفي خليفته وليس أنتم؟ فمن تكونون حتى تصطفوا خليفة الله، أفلا تتقون؟ فهذه عقيدة باطلة يرفضها العقل والمنطق ويرفضها القرآن العظيم جُملةً وتفصيلاً، فهل وجدتم أن بني إسرائيل أن الذي اصطفى خليفة الله طالوت من بعد نبيٍّ لهم أنه نبيُّهم من اصطفى طالوت؟ حاشا لله. وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:٢٤٧].

فانظر لقوله: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، فهل أنتم من يُقسم رحمة الله، أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

فانظروا لردّ الله عليكم وعلى أمثالكم بالحقّ: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم. وانظروا لقوله: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العلمين..
الداعي إلى الصراط المُستقيم الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *