وقل رب اغفر وارحم واحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين ..

– 2 –

الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
01 – ربيع الثاني – 1428 هـ
18 – 04 – 2007 مـ
08:32 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــ

وقل ربِّ اغفر وارحم واحكُم بيننا بالحقّ وأنت خير الحاكمين ..


بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، وسلامُ الله على عباده الصالحين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، وبعد..

الأخ أنور آل محمد لا أظنك من ردّ عليّ بل استعنتَ بواحدٍ آخر، فأقول له: اسمع يا هذا، عليك أن تخبرني ماهي حُجتك عليّ؟ هل لأن الله لم يُرسل عليكم عذابه فلربّما يحتجُّ الكفار بهذا؟ ولكني لم أُخاطب الكفار ومن ثم جرى بيني وبينهم الحوار؛ بل أُخاطب المسلمين الذين يؤمنون بالله وبمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فأذكّرهم بآيات ربّهم، ولم أقل أتاني جبريل! بل ألهمني الله فهم القرآن العظيم، بالله عليك: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُون} صدق الله العظيم [يونس:51].

فربطتم إيمانكم بأمري بوقوع العذاب، إنّما ذلك عقيدة الكافر الذي لا يؤمن بالله فهو يؤمن مُكرَهًا.

وتالله ما أحزنكم إلّا قولي بأنّي المهديّ المنتظَر، فإن كنت المهديّ حقًّا فسوف يظهرني الله في ليلةٍ واحدةٍ فتعلم بأنّي كنت من الصادقين وإنك لَمِن الخاطئين، وإن كانت مجرّد خُزعبلاتٍ وتوهّماتٍ وتخيّلاتٍ كما تتّهمني بها. قال تعالى: {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، فلن ينصرني الله أبداً، وقل ربِّ اغفر وارحم واحكُم بيننا بالحقّ وأنت خير الحاكمين..

ولا أريد أن يُهلِك الله أحدًا مِن المسلمين ولا أحدًا من النّاس أجمعين إلّا شياطين الجنّ والإنس فأرجو الله أن يُجيبني بالدعاء عليهم ليلًا ونهارًا فيجتثهم من فوق الأرض كشجرةٍ خبيثةٍ اجتُثّت من فوق الأرض ما لها من قرار.

وتالله ما هدفي أن يُدَّمِر الله العباد، إذًا أين هدفي وغايتي التي أناضل من أجل تحقيقها طول عمري؟! بل ذلك أجري ومُنتهى مُناي، وإنّما أخوّف المسلمين بآيات الله لعلهم يُصدِّقون حتّى إذا آمنوا بأمري ندعو الله أن يُبدلنا بآيةٍ خيرًا منها، وكُل يومٍ هو في شأن.

ولكن للأسف خوّفتهم بالقرآن وجادلتهم بآيات الوعيد القابلة للتبديل والمحي رحمةً للعباد: {مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:147].

ولكن للأسف إذ أنهم ربطوا التَّصديق بشأني إن صدّقني الله فعذّبهم، وما الفائدةُ إذاً؟! {قالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

فإن أنذرتكم عذاب الله فإنّكم لا تدرون ماذا أقول في خلوتي بربّي، وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد، وأسأل الله أن يهديني وإياكم إلى سواء السبيل.

أخو الصّالحين في الله ناصر محمد اليمانيّ.
______________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *