إن الله لا يؤيد بآيات وحدانيته للذين يدعون الألوهية من دونه ..

– 8 –
الإمام ناصر محمد اليماني
29 – 05 – 1431 هـ
13 – 05 – 2010 مـ
12: 12 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://www.mahdialumma.com/showthread.php?p=2288
ـــــــــــــــــ

إنّ الله لا يؤيِّد بآيات وحدانيّته للذين يدَّعون الألوهية من دونه ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وخاتم النّبيين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلامُ الله عليكم أخي الكريم أبا بلال؛ الدكتور أحمد هواري خطيب وإمام جامع البر والإحسان في العاصمة الأردنية عمان، ونِعمَ الرجُل يا أبا بلال لو يهديك الله إلى الصراط المستقيم فتتّبع الحقِّ من ربك، وثنائي عليك هو لأنّك تُعتبر أول عالمٍ في عصر دعوة المهديّ المنتظَر تجرَّأ لحوار المهديّ المنتظَر ليس باسم مُستعارٍ بل أخبرنا عن اسمه وكُنيته ودولته ومدينته واسم الجامع الذي هو خطيب على منبره، ولذلك فإنّ الإمام المهديّ يشكر فضيلة الشيخ الدكتور أحمد هواري المُكنّى أبو بلال، ونِعم الرجل، فكم يُعجبني الذين يهتمّون بالدفاع عن الإسلام والمُسلمين وصدّ دعوة المُضلين للمُسلمين، ألا والله لو كان علماء الأمّة يفعلون مثلك لما استطاع المُضلون في كُلّ عصرٍ أن يُضلّوا أحداً من المُسلمين ولكنّهم للأسف يتهرّبون من حوار المُضلّين، وإذا سألت العُلماء لماذا لا تحاوروا مرزي أو اللحيدي أو غيرهم؟ فسوف يردّ عليك العُلماء ويقولون: “إننا لا نُريد أن نشهرهم ولذلك لن نحاورهم”!
ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يقول لكم: يا علماء الأمّة لقد ارتكبتم خطأً كبيراً بتهرّبكم من حوار المُضلّين بحجّة عدم إشهارهم وإنّكم لخاطئون؛ بل الحقِّ هو أن تشهروهم للمُسلمين على أنّهم على ضلالٍ مبينٍ وتُلجموهم بسلطان العلم للعالم والجاهل حتى إذا ألجمتموهم فلن يتّبعهم أحدٌ من المُسلمين، ثم يتراجع الذين اتّبعوهم بادئ الأمر ويعلمون أنّ ذلك الرجل على ضلالٍ مبينٍ كون علماء الأمّة قد ألجموه بسلطان العلم من محكم كتاب الله، فلم يستطِع أن يردّ حجتهم في حوارٍ؛ بل دحضوا حجّته الباطلة بسلطان العلم المحكم من كتاب الله حتى تبيّن لأنصاره أنّه على ضلالٍ مُبينٍ وتراجعوا عن اتّباعه، أليس هذا هو المنطق يا عُلماء الأمّة؟ ولكن للأسف بسبب تهرّبكم عن حوار المُضلّين بحجّة عدم إشهارهم فقد تركتموهم يضلّون المُسلمين، فاتّبعهم من اتّبعهم، وأمروا أتباعهم بقتل المُسلمين وأقنعوهم بذلك حتى سفكوا دماء المُسلمين، وهذه هي النتيجة يا معشر عُلماء المُسلمين، فبئس الحجّة حجتكم بقولكم أنّنا لا نحاورهم حتى لا نشهرهم، ولذلك تركتموهم يُضلّون المُسلمين ولذلك ظهرت فِرقٌ في المُسلمين مارقة على الدين وسفكوا دماء المُسلمين برغم أنّ الله لم يحلّ لهم أن يسفكوا دماء الكافرين الذين لم يحاربونهم في دينهم فكيف يحلّ الله لهم أن يقتلوا مُسلماً؟

ولذلك، فإنّ الإمام المهدي يشكر فضيلة الشيخ الكريم أحمد هواري (أبو بلال)، ونعم الرجل الذي شمّر لحوار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني دفاعاً عن حياض الدين حتى لا يضلّ المُسلمين الإمامُ ناصر محمد اليماني إن كان على ضلالٍ مُبينٍ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بأبي بلال وأكرر الترحيب به كثيراً، و أستوصي الأنصار فيه خيراً أن يحترموه بكل ما تعنيه الكلمة فهو ضيفٌ لدينا في طاولة الحوار العالميّة مُعززٌ ومُكرمٌ كونه جاء إلى حوار ناصر محمد اليماني لكي يدافع عن الإسلام والمُسلمين فيذود عن حياض الدين ولم يُحاور المهديّ المنتظَر بالاسم المستعار كما يفعل كثيرٌ من عُلماء الأمّة؛ بل باسمه الحقِّ وإنّهُ لمن الصادقين في اسمه وعنوانه، ولذلك فإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يحترم هذا الرجل ويفرض على الأنصار السابقين الأخيار أن يحترموه احتراماً مفروضاً عليهم من إمامهم الحقِّ من ربِّهم.

ويا فضيلة الشيخ أبا بلال، لم ينقصك إلا أن تستخدم عقلك الذي أنعم به الله عليك فلا تأخذك العزّة بالإثم حبيبي في الله إن تبيَّن لك أنّ ناصر محمد اليماني ليس من المهديّين الذين اعترتهم مسوس الشياطين في كُلّ عصرٍ فيدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر فيُضلّون البشر ولم يتَّبعوا الذِِّكر، ولكنِّي أشهدُ الله الواحدُ القهار وكافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور وكفى بالله شهيداً أنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله الأكبر في مُحكم الذِّكر نذيراً للبشر أنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر ومنها بعث المهديّ المنتظَر وأن تدرك الشمس القمر واقتراب الكوكب العاشر كوكب النار سقر اللواحة للبشر من عصر إلى آخر.

ويا معشر البشر، فرّوا إلى الله الواحدُ القهار من قبل أن يسبق الليل النهار بسبب مرور ما يسمونه بالكوكب العاشر وتوبوا إليه وأنيبوا واتبعوا الذِّكر المحفوظ من التحريف حجّة الله على البشر من بعد التبليغ ولم يحفظه الله من التحريف عبثاً سُبحانه؛ بل جعله حبله الممدود من السماء إلى الأرض من اعتصم به هُدي إلى صراط مُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

وذلك لأنّهُ حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وصدق بذلك حديث سُنّة البيان عن محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: [كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزلوا ولا تضلوا، والأصغر سُنتي وإنّهما لا يفترقان] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ومعنى قوله والأصغر سنتي بمعنى أنّ القرآن هو الأكبر والمُهيمن على سُنّة البيان غير المحفوظة من التحريف، ومعنى قوله لا يفترقان أي لا يختلفان في شيءٍ بل كتاب الله وسنة رسوله الحقِّ نورٌ على نور، ولا ينبغي لأحاديث سُنة البيان أن تُخالف لمُحكم القرآن، فما خالف منها لمحكم القُرآن فإنّه حديث مُفترًى من الشيطان على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر ليصدّوا المُسلمين عن العقائد الحقِّ في مُحكم ما أنزل الله في مُحكم كتابه القرآن العظيم، ولم يُفتِكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنَّ الله وعدكم بحفظ آحاديث سُنة البيان. وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي ، فَقَالَ: إِنَّهُا سَتَكُونُ فِي أُمَّتِي فِتْنَةٌ ! فَقُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، مَنْ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَيَقْضِي بِغَيْرِهِ يَقْصِمُهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَبْتَغِي الْهُدَى فِي غَيْرِهِ يُضِلُّهُ اللَّهُ] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وعن محمد رسول الله في إسناد آخر: [وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن الحارث الأعور قال: دخلت المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الأحاديث فأتيت علياً فأخبرته فقال: أو قد فعلوها ؟ سمعت رسول الله يقول: ” إنها ستكون فتنة قلت: فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تشبع منه العلماء ولا تلتبس منه الألسن ولا يخلق من الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم”] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

أفلا ترون أنَّ القُرآنَ وسُنّة البيان نورٌ على نورٍ ولا ينبغي لهما أن يفترقا فيختلفا؟ وما ينطق عن الهوى محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بل سُنّة البيان هي كذلك من عند الرحمن، وما ينبغي للرحمن أن يُناقض نفسه بنفسه، سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولذلك أمركم الله العليّ العظيم في مُحكم القرآن العظيم أن تتدبّروا مُحكم القرآن لتعرضوا عليه أحاديث سُنة البيان نظراً لأنّه لم يعدكم بحفظها من التحريف، وحكم الله بينكم بالحقِّ أنّ ما خالف منها لمحكم القرآن فإنّ ذلك الحديث النبويّ ليس من آحاديث النّبيّ بل من الأحاديث التي لم يقُلها النّبيّ بل هي من عند غير الله وقالها الشيطان الرجيم ليصدّكم عن الصراط المُستقيم. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ويا فضيلة الشيخ المُحترم، هداك إلى الله إلى الصراط المُستقيم فسوف نقتبس من بيانك ما يلي

وما يجري على يديه من خوارق كلها فتنة له وللعباد من إحياء وموت وإنزال للمطر فكل هذه الأمور تخرج من عموميات الآيات لأنها وقعت باذن الله.
وقولك: "{وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم، فانظروا للناموس إرسال الآيات {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم. أي تخويفاً للناس من ربِّهم أن يتبعوا الحق"
أقول وكذلك الدجال آية من آيات الله يخوّف الله به أولياءه بل فتنته أشد من الناقة وغيرها.

انتهى الاقتباس

ومن ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: يا حبيبي في الله غفر الله لي ولك ولجميع المُسلمين، فلِمَ تُغيّر كلام الله عن مواضعه المقصودة؟ فكيف تُفتي فتقول:

أقول وكذلك الدجال آية من آيات الله يخوّف الله به أولياءه بل فتنته أشد من الناقة وغيرها

انتهى

ويا سبحان ربي، فهل سوف يخوّف أولياءه فينذرهم بآياته ليتبعوا الباطل؟ سُبحان ربي وتعالى علواً كبيراً! ويا رجل إن الإمام المهديّ لا يجرؤ مثلك أن يقول على الله ما لم يعلم علم اليقين. ويا أخي الكريم، إنَّ هذه الآية من الآيات المُحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب فتوى من الرحمن إلى الإنس والجان أنّه لم يمتنع من إرسال الآيات إلا أنّه كذّب بها الأولون. وقال الله تعالى:
{وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:59].

وعلّمكم الله بالناموس الحقِّ لسبب إرسال الآيات، فتجدون الناموس المُحكم في قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم، فما هو المقصود بالضبط يا أولي الألباب بقوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم؟ ويقصد بالتخويف: أي ليخافوا الله فيتّبعوا الحقِّ من ربِّهم لأنّهم إن كذبوا من بعد حدوث الآية حتماً سينالهم عذاب الله من بعد التكذيب بآياته. وقال الله تعالى: {فَقَالَ لَهُمْ رَ‌سُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا ﴿١٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُ‌وهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ ربّهم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴿١٤﴾ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الشمس].

وكأنّي أرى فضيلة الشيخ يريد أن يستدِلّ بقول الله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} صدق الله العظيم [القمر: 27].

وكأنّك تريد أن تستدِل بها فتقول إنّما إرسال الآيات فتنة، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالبيان الحقِّ لقول الله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ الله سوف يحذّرهم على لسان رسوله أن لا يَمسّوها بسوءٍ فيمسهم عذاب عظيم، ولذلك قال الله تعالى: {فِتْنَةً لَهُمْ}، وذلك لأنّهم سوف يُعاندون فيمسوها بالسوء فيخالفون أمر ربّهم، وقال الله تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُ‌هُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ ۖ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُ‌وهَا تَأْكُلْ فِي أَرْ‌ضِ اللَّـهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣﴾وَاذْكُرُ‌وا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورً‌ا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُ‌وا آلَاءَ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْ‌سَلٌ من ربِّه ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْ‌سِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُ‌ونَ ﴿٧٦﴾ فَعَقَرُ‌وا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ‌ ربّهم وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٧٧﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّ‌جْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِ‌هِمْ جَاثِمِينَ ﴿٧٨﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِ‌سَالَةَ رَ‌بِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ويا حبيبي في الله فتلك هي الفتنة المقصودة، وتبيّن لكم إنّما إرسال آيات الله تصديقاً لدعوة الحقِّ من ربِّهم ليخافوا الله فيستجيبوا لدعوة الحقِّ من ربِّهم، وإنّما جعل الله الآيات للتصديق لدعوة الحقِّ أن يعبدوا الله وحده لا شريك له، ولذلك قال نبيّ الله صالح: {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} صدق الله العظيم، ولكنّكم غيَّرتُم الناموس في قانون آيات الله المُرسلة من عنده: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:59].

يا حبيبي في الله فاتّّقِ الله، وأعلمُ أنك تريد أن تُخرجَني من هذه النقطة بسبب انعدام السُلطان على ناصر محمد اليماني في هذه النقطة، ولذلك تريد أن تخرجه من هذا الموضوع بوضع أسئلةٍ أخرى، ولكنّي أعتذر إليك أخي الكريم عن الخروج منها حتى تعترف أنّ الحقِّ في هذه النقطة هو مع الإمام ناصر محمد اليماني كون سُلطان علمه في هذه النقطة هو الأقوى، وما قصدي إحراجك، فهل إحراجك أهون عليك من أن لو يُلقي بك الله في نار جهنم بسبب إعراضك عن الحقِّ بعد أن أقمنا عليك الحجّة بالحقّ؟ بل أراك تقول: وهل بعد بيانك بيان؟ وتفتي أنَّك فصّلت ردك تفصيلاً على بيان ناصر محمد اليماني، ومن ثم أقول لك يا فضيلة الشيخ أبو بلال إنّ تفصيلك من عندك برأيك وقولك بالظنِّ الذي لا يُغني من الحقِّ شيئاً، وتفصيل ناصر محمد اليماني من عند الرحمن مُباشرةً يأتيك به من مُحكم القُرآن في قلب وذات الموضوع وليس بالقياس كما تُحاجّ من يطول عُمر الشيطان إلى ميقات البعث الأول وتعتبر هذه مُعجزة جاء بها الشيطان، ويا رجل إنَّ ملائكة الرحمن جميعاً كذلك لا يموتون إلا حين يعلن الله النهاية لكُل شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} صدق الله العظيم [القصص: 88].

فهل بعد الحقِّ إلا الضلال؟ بارك الله فيك فاتّقِ الله حبيبي في الله فنحن لسنا بمباراة كرة قدمٍ تغلبني أو أغلبك! بل هذا أمر ونبأ عظيم، فأنت تُحاجّ المهديّ المنتظَر الذي ابتعثه الله ليخرج الناس بالقُرآن العظيم من الظُلمات إلى النور ليُعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى كما فعل محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ ربّهم إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [إبراهيم:1].

وكذلك الإمام المهديّ لم يبعثه الله ليحاجّ البشر بكتاب بحار الأنوار لدى الشيعة ولا بكتاب البُخاري ومُسلم كما لدى السُّنة بل بكتاب الله القرآن العظيم الذي اتخذه مهجوراً الشيعةُ والسُّنةُ ولم يقيموا له أي وزنٍ أو احترامٍ أو تقديسٍ، ولربّما يودّ حبيبي في الله أبو بلال أن يقول: “مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني لا تفتري علينا بغير الحقِّ بل نحن علماء الأمّة نحترم كتاب الله ونقدسه ونقيم له ُ وزناً عظيماً” ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً لماذا تكبَّرتم على كتاب الله ولم تعرضوا الأحاديث النّبويّة كما يعرضها عليه ناصر محمد اليماني، فما خالف منها لمحكم كتاب الله فتنبذوه وراء ظهوركم إن كنتم صادقين؟

ويا أخي الكريم، فبما أنّك أول عالِم من عُلماء أمّة الإسلام تجرّأ أن يحاور المهديّ المنتظَر باسمه الحقِّ وليس بالاسم المُستعار، أرجو من الله أن يجعل بعث الإمام المهديّ بشرى لك من الله وليس حسرةً عليك، ألا وإنّ الذين أظهرهم الله على شأن الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يتّبعوه حسرة عليهم وندماً عظيماً، ورجوت من ربّي بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن لا يجعل بعث الإمام المهديّ حسرةً على مُسلمٍ وأن يهدي أبا بلال وجميع عُلماء الدين والمُسلمين إلى اتّباع الحقِّ من ربِّهم.

ويا قوم، والله الذي لا إله غيره أنّي لم أفترِ عليكم وأنّي الإمام المهديّ خليفة الله المُصطفى وما كان لكم الخيرة في اصطفاء خليفة الله من دونه سُبحانه لا يُشرك في حُكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص: 68].

ويا حبيبي في الله لقد تمّ تبليغك بأمرنا أنّه يوجد شخص يدعى ناصر محمد اليماني في الشبكة العالميّة بالإنترنت يقول أنّه المهديّ المنتظَر ويدعو كافة علماء الأمّة للحوار، وبمجرد ما أخبروك أنَّ اسمه ناصر محمد اليماني فقلت: “هيهات هيهات؛ بل اسم المهديّ المنتظَر هو محمد بن عبد الله، ولذلك فإن هذا الشخص كذابٌ أشرٌ وليس المهديّ المنتظَر”. ومن ثم شمّر أبو بلال خطيب المنبر لحوار من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وجاء إلى طاولة الحوار وما كان يتوقع أنّه سوف يلبث في حوار ناصر محمد اليماني إلا سويعات معدودة فيلجم ناصر محمد اليماني بسلطان العلم حتى يتبيّن لأنصاره أنّه كذّاب أشِر وليس المهديّ المنتظَر، ولكنّ أبو بلال وجد من علم ناصر محمد اليماني ما لم يكن يحتسب، وبدأ في النقطة الأولى ولا يزال فيها ويتمنّى الخروج منها إلى نقطةٍ أخرى نظراً لأنّ ناصر محمد اليماني أقام عليه فيها الحجّة بالحقّ، فازداد أنصاره إيماناً وتثبيتاً وعلموا علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر إلا أن يأتي أبو بلال فقط بسُلطان واحد مُحكم من آيات الكتاب البيّنات المحكمات أنّ الله يرسل بآياته تصديقاً لدعوة الحقِّ والباطل.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو بلال فيقول: “مهلاً مهلاً فلم نقل أنَّ آياتِ الله يرسلها مع الباطل تصديقاً بل فتنة لهم ليفتنهم بها عن الحقّ”. ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيها الشيخ الفاضل، فهل تعلم ما هو المقصود بآيات الله؟ ألا وإنّها البرهان على أن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، فكيف يؤيّد بآياته؛ برهان ألوهيته لعدوه الباطل؟ فهل يقبل هذا العقل والمنطق؟ وبما أنّه لا يقبله العقل والمنطق ولذلك لا ولن تجد له ولو بُرهاناً واحداً في مُحكم كتاب الله، فإن جئت ولو ببرهانٍ واحدٍ من آيات الكتاب المُحكمات أنّ الله يؤيِّد بآيات وحدانيّته للذين يدَّعون الألوهية من دونه فإن فعلت ولن تفعل فقد أصبح المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً، فاشهدوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا كافة الزوار لطاولة الحوار من مختلف أقطار البشر.

ويا فضيلة الشيخ خطيب المنبر، إنّنا نُكرر الترحيب بجنابكم الكريم في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر للحوار الحُرّ في الدين لهُدى المُسلمين والناس أجمعين إلى الصراط المستقيم، ألا وإنّ حجّة المهديّ المنتظَر هي كمثل حجّة جدّه الذي جعل الله حُجته هو سلطان العلم الحقِّ من ربّ العالمين، ولذلك قال الله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:61].

ويا أخي الكريم، هات ما لديك وقل ما عندك من العلم فإنّ الحقوق لدينا محفوظةٌ بالنسبة للذين لم ينضمّوا إلى رَكب الأنصار، وأما أنصاري فيحقّ لي أن أدخل بياناتهم لئن رأيت أن أغير في بيان أحدهم شيئاً مُخالفاً لأمرنا حتى لا يكون حجّة علينا للآخرين فيظنون أنّه من علم ناصر محمد اليماني، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعنا المُبارك، وسوف يستمر الحوار في هذه النقطة نظراً لأهميتها الكُبرى، فهي من أهم عقائد الدين ومن أساسيّات الإيمان بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له)، وبما أنّ الذي يدَّعي الربوبية للكون والخلق من دونه فلكل دعوى برهان، فإن كان هو الله فليُحيي الموتى إن كان من الصادقين! نظراً لأنّه يدَّعي الباطل من دون الله، وإذا لم يكن غير مدين بدعوة الباطل ويرى أنه الحقِّ فلكل دعوى برهان، فليرجع روح ميتٍ واحدٍ من بعد موته إن كان من الصادقين.

ويا أخي الكريم، ذرِ القول على الله بالظنِّ إنّي لك لمن الناصحين، فانظر لقولك على الله في آياته بالعموميّات والخصوصيّات! سبحان ربّي أن يخصّ المسيح الكذَّاب بآياته الدالة على أنّه الله لا إله غيره ولا معبودَ سواه! فوالله الذي لا إله غيره لم تأتِنا ولو بسلطانٍ واحدٍ من محكم كتاب الله وإنما تتمسّك بحُجج واهيةٍ كخيوط العنكبوت وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت، فلا نزال ننصحك ونقول: كُن من الشاكرين أن قدّر الله وجودك في أمّة المهديّ المنتظَر وقدر لك العثور على دعوته في عصر الحوار من قبل الظهور، وإن أبيتَ إلا أن تتّبع ما يخالف لمُحكم كتاب الله فأقسمُ بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم من يحيي العظام وهي رميم أنَّ من اعتصم بما يُخالف لمحكم القرآن العظيم أنّه اعتصم بحبل الشيطان الرجيم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، فهل تراك لو تمسّكت بخيط من خيوط بيت العنكبوت فهل يعصمك من الوقوع؟ ومن زاغ عن الحقِّ وقع ومن وقع وقع في النار وبئس القرار.

ويا أخي الكريم، اتّخذ القرار النهائي في هذه النقطة، فهل تبيّن لك أنّ إرسال آيات الله التي تدل على وحدانيّة الله لا يؤيِّد الله بها إلا للأنبياء والرُسل الذين يدعون الناس إلى كلمة التوحيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولذلك يؤيّدهم الله بآياته الدالة على ألوهيَّتِه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، ويا سُبحان ربّي! كيف تجعلون الحقِّ والباطل سوياً كقولك أنَّ الله يأتي بآيات ألوهيته للمسيح عيسى ابن مريم وكذلك للمسيح الكذاب؟ ويا سُبحان ربي! شتّان ما بين الاثنين كالفرق بين الظُلمات والنور، وليس الجدل في نقطة (بإذن الله) فأنا أعلم أنّكم تقصدون أنّ الدجال يحُيي الميَّت بإذن الله وينزل المطر بإذن الله وينبت الشجر بإذن الله، ولكن موضوع الخلاف هو في أنّ هذا افتراء على الله عظيم أنّه يؤيِّد بآياته الدالة على انفراده بالألوهية فيصدق بها دعوة الباطل من دونه، بل والله إنّه من أعظم الافتراء على الله في تاريخ الكتاب على الإطلاق، ولذلك تجد المهديّ المنتظَر لا يزال مُصرّاً على استمرار الحوار في هذه النقطة حتى تأتينا بسلطان بيِّنٍ للناس من محكم القرآن العظيم شرط أن يكون سُلطان العلم من الرحمن بيّناً لكلّ مُسلمٍ للجاهل والعالم، فتأتينا به من محكم القُرآن العظيم فإذا لم تستطع فليس لك إلا أن تعترف بالحقِّ في هذه النقطة أن الحقِّ في هذه النقطة هو مع الإمام ناصر محمد اليماني، ومن ثم ننتقل للحوار في رؤية الله جهرةً، وهكذا نقطة نقطة وكفة الميزان هو سُلطان العلم المحكم والبيّن من الرحمن وليس كلام في كلام بالرأي، فهذا أمر الدين وزلة عالِم واحد تكون سبباً لزلة عالَم بأسره، فيحمل أوزارهم فوق وزره جميع من اتّبعه إلى يوم الدين، فذلك هو الخُسران المبين لو ضلَّ الناس بغير علم بين من الله. وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَ‌بُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ‌ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٤﴾ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَ‌هُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ‌ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ‌ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُ‌ونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل].

وأعلم أنّ علماء الأمّة لا يقولون إنَّ القرآن أساطيرُ الأولين، بل يقولون لا يعلم تأويلَه إلا الله كما يقول أهل السُّنة أو كما يقول الشيعة إنَّ القرآنَ لهُ أوجهٌ مُتعددةٌ ولا يعلم تأويلَه إلا الراسخون في العلم من آل البيت، ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنّي لا اُحاجّكم بالمُتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم؛ بل أحاجّكم بآيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب بيّنات لعالمكم وجاهلكم حتى أقيم الحجّة على عالمكم وجاهلكم بالحقّ، فإمّا أن يتّبعوا الحقِّ من ربِّهم أو يعذّبهم الله ولن يجدوا لهم من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *