الإمام ناصر محمد اليماني
13 – 08 – 1430 هـ
04 – 08 – 2009 مـ
03:07 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
{ اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ }
صدق الله العظيــــم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخي الكريم أحمد شعبان؛ إنّ الإمام المهديّ يحترمك كثيراً ولو لم تكن من الموقنين نظراً لأنّك محترم في الحوار، ويا أخي الكريم إنّي أراك تريد أن تثبت مثل نور الله ولكنّ الله ليس كمثله شيء.
وإنما مَثَلُ نوره الظاهر هو نورُ الهدى الباطن، وهو نورٌ حقيقي يأتي من سدرة المُنتهى ليكون نور البصيرة، وأما النّور الظاهر فهو نور القدرة.
وعلى كلّ حال فانظر لقول الله تعالى: {نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ} [النور:35]، فله نورٌ ظاهرٌ يشرق من وراء الحجاب يوم الحساب سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} صدق الله العظيم [الزمر:69].
ومثله النّور الباطن وهو نور الهدى لتبصر به القلوب فتحيا، ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما له من نورٍ تصديقاً لقول الله تعالى: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٢٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وأما المشكاة: فهم علماء الأمّة الصالحون الذين لا يقولون على الله ما لا يعلمون؛ ورثة العلم في الغرف الصغرى بجانب القبلة يجعلهم الله سراجاً مُنيراً على منابر بيوت الله، وبيت الله كذلك يقتبس منهُ المُصلّون النّور بذكر الله في بيوته فيمدّهم بالنّور الباطن تصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٣٥﴾ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿٣٦﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿٣٧﴾ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّـهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [النور].
وتبيّن لك أنّ الله ليس كمثله شيء أخي الكريم وليس كمثل نوره ليزر، سبحانه ليس كمثله شيء! وإنّما مثل نوره الظاهر هو النّور الباطن يُقتبس منه نور البصيرة.
أمّا ذات الله سبحانه فهو مستوٍ على العرش العظيم، وإنّما النّورين الظاهر والباطن يشرقان فيخترقان الحجاب، فالنّور الظاهر سبق بيانه والباطن نقتبس منه نور البصيرة لقلوبنا بذكر الله: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} صدق الله العظيم [الرعد:28].
وسلام على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوك الإمام ناصر محمد اليماني .
______________