أخي المبايع المصري ..

– 2 –
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
13 – 06 – 1430 هـ
07 – 06 – 2009 مـ
07:58 مساءً
ــــــــــــــــــــــــ


أخي المبايع المصري ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخي الكريم المصري المبايع، فهل بايعت على الحقّ وإعلاء كلمة الله في العالمين ودعوة الناس إلى الصراط المستقيم؟ فنحن عليه سائرون، وبالحقّ مستمسكون، والحُكم بما أنزل الله لفاعلون بإذن الله من بعد أن يُمكِّنني الله في الأرض، فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ونقيم حدود الرحمن التي تمنع اعتداء الإنسان على حقوق أخيه الإنسان، وأمّا الدين فلا نُكرِهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين فلا إكراه في الدين، ولو أجبرتُهم أن يعبدوا الله كرهاً ما تقبل الله منهم عبادتهم حتى تكون صلاتهم خالصةً لربّ العالمين، ألا لله الدين الخالص.

وسوف يتمّ الحُكم بما أنزل الله في كافة العالمين بإذن الله من بعد التمكين تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١} صدق الله العظيم [الحج].

وأما بالنسبة لبيانك الذي تلوم علينا لماذا لم نُفتِ فيمن لم يحكموا بما أنزل الله، فأردّ عليك بالحقّ وأقول لك: فلو حكموا بما لديهم من أحكام الدّين لحكموا في كثيرٍ بغير ما أنزل الله، فمثلاً لو طبّقوا حدّ الرجم – المُشوّه للدين والمسلمين – على الزّاني المتزوج لقتلوا أنفساً لم يحكم الله بقتلهم؛ بل حكمَ على الذين يأتون فاحشة الزنى بمائة جلدةٍ سواء متزوجاً أم عازباً، وجعل الله الحُكم الحقّ في آياتٍ بيِّنات من أمهات الكتاب في سورة النور. وقال الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠} صدق الله العظيم [النور].

فما هو العذاب الذي يُدرأ عن المُحصنة الحُرّة التي لم يكن شاهداً على فاحشتها غير زوجها؟ وأفتيك بالحقّ إنّه عذاب فاحشة الزنى الذي جعله الله في آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب في قوله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢} صدق الله العظيم، فأما الأَمَةُ المُحصنة إن أتتْ فاحشة الزنى فعليها نصف المائة جلدة أي نصف ما على المُحصنة الحُرّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

فكيف يحكمون بما أنزل الله وقد اتّبع كثيرٌ من علمائهم التحريف لمُحكم كتاب الله عن طريق السُّنة النبويّة من الأحكام الموضوعة اليهودية المشوّهة بالدين والمسلمين؟ بل الأُمّة قد خرجت عن الصراط المستقيم، وابتعث الله الإمام المهديّ ليهدي المسلمين وعلماءهم إلى الصراط المستقيم على منهاج النبوة الأولى، ولم أفتِ أنه توجد طائفة على الحقّ وأُخر ضالين؛ بل أفتينا أنّهم قد خرجوا جميعاً عن طريق الهدى الحقّ وخالفوا كافة أوامر ربِّهم وفرّقوا دينهم أحزاباً وشيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وابتعث الله الإمام المهديّ ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فآتيهم بحكم الله الحقّ من كتاب الله من آياته المحكمات البينات هنّ أمّ الكتاب، فنجمع شمل المسلمين ونوحّد صفهم في سبيل الله كالبنيان المرصوص فتقوى شوكتهم ويعود عزّهم ومجدهم، وإنْ أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله المسلمون والناس أجمعون وعصوا أمري فسوف يُظهِر الله خليفته في الأرض عليهم أجمعين في ليلةٍ وهم صاغرون.

فاستعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأَنِبْ إلى ربك ليُطهّر قلبك من رجس الشيطان تطهيراً فيثبتك على الصراط المستقيم، فإن تولّيت عن أمرنا فاعلم أنّ ما بعد الحقّ إلا الضلال المبين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
___________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *