هيهات هيهات، وهل ابتعثني الله إلا للدفاع عن سنة رسوله الحق؟


– 2 –

الإمام ناصر محمد اليماني
07 – شعبان – 1429 هـ
08 – 08 – 2008 مـ
11:00 مساءً
ـــــــــــــــــــــ

هيهات هيهات، وهل ابتعثني الله إلا للدفاع عن سُنّة رسوله الحقّ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين وآله الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

ويا من يُسمي نفسه (akbarahbal) إنّك لمن الخاطئين، وأُقسم بالله العظيم بأنّ من كفر بالبيان لأركان الإسلام المُنزّلة في السُّنّة المُحمديّة فقد فرّق بين الله ورسوله، وتقول لي: “يا ناصر محمد اليماني إنك استدللت بآيةٍ من القرآن نزلت قبل جَمْعِ الأحاديث بحوالي مائتي عامٍ وهي لا تدل على أنّ هناك أحاديث {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} [النساء]، وهي أصلاً تتحدث عن القرآن، فأين ما تزعم؟”.

ومن ثمّ يردّ عليك المهديّ المُنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني بالحقّ وأقول لك: اتّقِ الله فلا تُحرّف كلام الله عن مواضعه فذلك مثله كمثل الافتراء على الله بتغيير المقصود في موضع كلام الله، فإذا كنت من أولي الألباب الذين يتدبّرون الكتاب فانظر إلى الموضوع الذي يتكلم عنه الله، ولقد وصفه بمشكلةٍ يواجهها علماء المسلمين وهي تزييف أحاديثَ في السُّنّة غير الأحاديث التي يقولها عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ عَلَّمَ الله علماءَ المسلمين بالحُكم في المسألة وهو أن يحتكموا إلى مُحكم القرآن الواضح والبيّن، فإذا وجدوا بين إحدى آياته المُحكمات وبين الحديث المرويّ عن النّبي اختلافاً فإنّ ذلك الحديث النّبويّ من عند غير الله ولذلك سوف يجدون بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فلا تُحرِّف كلام الله عن مواضعه بغير علمٍ ولا هُدًى إنّي لك لمن الناصحين، فانظر إلى الموضوع الذي يتكلم عنه القرآن العظيم وهو موضوع الأحاديث المُفتراة عن النّبي عليه الصلاة والسلام وذلك واضحٌ وبيِّنٌ وجليّ في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وفي هذا الموضع يتبيّن لك بأنّ الله يُخبركم بأنّ هُناك طائفةٌ تتظاهر بالدّين فيحضرون مجالس الحديث النّبويّ حتى إذا خرجوا يُبيّتون إلى الوقت المُناسب أحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام، ومن ثمّ أمر الله نبيّه أن يُعرض عنهم فلا يطردهم فإنّه قد جعل القرآن هو المرجع الحقّ للأحاديث النّبويّة فليحتكم إليه المختلفون من علماء الحديث، فإذا كان هذا الحديث النّبويّ موضوعاً فحتماً سوف يجدون بينه وبين آيةٍ مُحكمة أو عدّة آياتٍ مُحكمات اختلافاً كثيراً بينهن وبين هذا الحديث النّبويّ الموضوع عن النّبي، ولذلك أتى لكم الله بالحلّ مباشرة من بعد ذكر مشكلة التزييف على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فهنا يتبيّن لك بأنّ السُّنّة من عند الله كما القرآن من عند الله وذلك لأنّه قال تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾}. فما هو الذي نأتي به للمقارنة بينه وبين القرآن فإذا كان من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً؟ فذلك الموضوع الذي تكلّم عنه الله من قبل هذه الآية وهي أحاديث السُّنّة النّبويّة، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ومن ثمّ انظر إلى حُكم الله في الحلّ ليكون ضدّاً لهذا المكر الخبيث، والحلّ تجده مباشرة من بعد ذكر المكر عن طريق السُّنّة فحكم الله أنّ القرآن هو المرجع للمقارنة بين مُحكمه وبين هذا الحديث المختلف عليه ولذلك أتاكم بالحُكم مباشرةً، وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.

وبما أنّ المهديّ المُنتظَر قد أغناه الله عن البحث في الرواة بل يأتي بالسند مباشرةً من مُحكم القرآن العظيم، وما جاء في هذا البيان قد جعله الله سنداً بالحقّ لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال: [ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه] صدق عليه الصلاة والسلام.

إذاً أحاديث السُّنّة من عند الله كما القرآن من عند الله وما ينطقُ عن الهوى عليه الصلاة والسلام؛ بل وحيٌّ يُوحى القرآن والسُّنّة النّبويّة، وجاء هذا الحديث مطابقاً لسنده الحقّ في القرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]، فانظر لقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} صدق الله العظيم، أي ولو كان هذا الحديث النّبويّ من عند غير الله فسوف يجدون بينه وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً. وصدق محمدٌ رسول الله في قوله: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]، بمعنى أنه ما جاء مُخالفاً من الأحاديث النّبويّة لمُحكم القرآن فهو ليس من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ويا أخي الكريم، إنّي أنا المهديّ المُنتظَر الحقّ من ربّك أُجادلك بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ وآتيتك بسلطان العلم منهما جميعاً فأتني بسلطان علمك من كتاب الله وسُنّة رسوله إن كنت من الصادقين، وإن لم تفعل ولن تفعل فاتّقِ الله فلا تُجادل في الدّين بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ.

وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله رب العالمين..
المهديّ المُنتظَر الناصر لما جاء به محمد – صلّى الله عليه وآله وسلّم – ناصر محمد اليماني.
______________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *