– 2 –
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
24 – ذو القعدة – 1430 هـ
12 – 11 – 2009 مـ
10:09 مـساءً
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
________
{أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}
صدق الله العظيـــــم ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (علي أبو الجراح)
السلام عليكم ولا عدوان الا على الظالمين
لقد اطلعت على جميع الروابط ولا لنا الا الرجوع لكتاب الله واطلعت على اشياء في غاية الاهمية لم تكن في الحسبان فعلا اطلعت على كل شئ واستفدت والان انا مقتنع فيما يقوله ويمليه ضميري ولا اخشي بقول الحقّ لومة لائم
وكلام السيد الامام ناصر محمد اليماني منطقي وعين الصواب فيما قاله بخصوص السنه والشيعه فهو لايميل الى اي طائفة لا سنية ولا شعيه وكل همه اعلاء كلمة الله وحقن دماء المسلمين بسبب مشائخ السلطان وملالي قم
وانا اؤيده فيما يقول وابايعه على الامامه انه هو المهديّ المنتظَر ليست مبايعتى له عن جهل ولكن عن بصيرة وادراك عقلي مستنير لقد صدق بقوله في جميع الروابط اللهم اشهد فأني قد بلغت وان السيد ناصر محمد اليماني هو المهديّ وأويده فيما يقول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولي تعليق اخر ان شاء الله
اخوكم الشريف (علي أبو الجراح)
__________
بِسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين مُحمدٍ رسُول الله رحمةً للعالمين وآله التوّابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدّين..
قال الله تعالى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد]، وبما أنّ أخي الكريم الشريف (علي أبو الجراح) استخدم عقله الذي أنعم به الله عليه رأيتم النتيجة فوجدتم أنّ العقل لا يخون ربّه ولا يخون صاحبه فهو مستشارٌ أمينٌ لا يعمى عن التمييز بين الحقّ والباطل إذا استخدمه الإنسان بالتفكّر فيما أُنزل إليه من ربه، ولذلك اتّبع أصحابُ الفكر كتابَ الله الذِّكر المحفوظ من التحريف فلم يجدوا في صدورهم حرجًا من الاعتراف بالحقّ وسلّموا تسليمًا، وأعلنوا الاتّباع لما أنزل الله وبايعوا المهديّ المنتظَر الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، إذًا لا ولن يتّبع كتاب الله من البشر إلا أولي الألباب وهم أصحاب الفكر والتدبّر بالعقل ولم أجد في الكتاب أنه يهتدي إلى الحقّ إلا أولي الألباب، تصديقًا لفتوى الله في مُحكم الكتاب عن المُهتدين في كلّ زمانٍ ومكانٍ، وقال الله تعالى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم.
أولئك الذين لم يَحكموا من قبل أن يتدبّروا ويتفكّروا؛ بل أخذوا بموعظة ربّهم في قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة سبأ].
فأمّا المهتدون فسبب هُداهم أنهم جرَّبوا فاتّبعوا المُوعظة وتدبّروا وتفكّروا فحكَّموا عقولهم هل هذا الداعي ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم؟ وهل سلطان علمه من الرَّحمن يقبله العقل والمنطق؟ حتى إذا تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم ثمّ اتخذوا القرار في أنفسهم أن يتّبعوا الحقّ من ربّهم ومن ثمّ هدى الله قلوبهم وأولئك لهم البشرى من ربّهم في مُحكم الكتاب ولن يهتدي إلى الحقّ إلا أولي الألباب وهم أصحاب التدبّر والتفكّر، فلهم البشرى والهُدى من ربّهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].
فبالله عليكم، انظروا لفتوى الله في مُحكم كتابه أنه لم يهتدِ إلى الحقّ من عباده أجمعين إلا أولي الألباب منهم وهم الذين لا يتّبعون أسلافهم الاتّباع الأعمى ولم يكونوا من الذين قالوا: “إنّا بما وجدنا عليه آباءنا مستمسكون”، فهم على آثارهم يهرعون فأولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلًا، فليفرضوا أن آباءهم كانوا على ضلالٍ مبينٍ إذا حذوا حذوهم حتمًا سوف يضلّون كما ضلّ آباؤهم، ولم يهتدِ من البشر إلا أصحاب التفكّر والتدبّر ثمّ اتخذوا القرار أن يتّبعوا الحقّ الذي قبِلته عقولهم واطمأنَّت إليه قلوبهم ثمّ صدقهم الله فهدى قلوبهم إلى صراطٍ مستقيمٍ، ولذلك تجدون فتوى الله في محكم كتابه أنه لم يهدِ إلى الحقّ من عباده إلا أولي الألباب، ولذلك قال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم.
ومنهم السيد الشريف (علي أبو الجراح) إن شاء الله، وتقبل الله بيعتكم أخي الكريم وثبتكم وجميع الأنصار على الصراط المستقيم، ولكني كذلك أعظكم بواحدةٍ من بعد الهدى إلى الحقّ فقد يظنّ المبصر الذي أبصر الحقّ فاتّبعه أنه لن يزيغ عنه أبدًا وهذا خطأٌ، وهل تدرون لماذا؟ فعليكم أن تعلموا أنّ الله يحول بين المرء وقلبه، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} صدق الله العظيم [سورة الأنفال:24].
ولذلك علّمكم الله ما تقولون من بعد الهدى إلى الحقّ، فأمركم أن تقولوا: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
وأمّا الذين لم يهتدوا إلى الحقّ ورفضوا اتّباع الداعي إلى اتّباع الحقّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ فسوف أقول لهم: فكونوا مستعدِّين ومن الآن فانظروا ما هي الحجّة التي سوف تردّون بها على الله يوم يسألكم: “لماذا لم تتبعوا خليفتي وعبدي الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ؟” فإن قُلتم: “يا ربنا نحن لم نتّبعه لأننا وجدناه يدعو إلى الضلال”. ثمّ يسأل الله عبده الإمام المهديّ: “وإلى ماذا دعوت عبادي؟” ثمّ يردُّ المهديّ المنتظَر على ربه ويقول:
دعوتهم إلى ما دعاهم إليه محمدٌ رسول الله وكافة أنبيائك ورُسلك أن يعبدوا الله ربّي وربّهم وحده لا شريك له واتبعت البصيرة الحقّ من عندك ربّي القرآن العظيم، فدعوتهم إلى الاحتكام إلى مُحكم كتاب الله لنستنبط لهم حُكمك الحقّ من محكم كتابك للفصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين، فأعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله حتى يتّبع المهديّ المنتظَر أهواءهم التي وجدهم عليها عن أسلافهم، وكثيرٌ منها تخالف لمُحكم كتابك، وأمرتهم بما أمرهم به الله في محكم كتابه أن لا يتفرّقوا في الدين ودعوتهم إلى كلمةٍ سواءٍ بين العباد أن لا نعبد إلا الله لا نشرك به شيئًا وأن لا نعتقد أنّ رسل الله وأنبياءه شُفعاؤنا عند الله، وأفتيتهم أنّ الله هو أرحم الرَّاحمين فلا ينبغي لأحدٍ من عباده أن يكون أرحم بعباد الله من ربّهم سبحانه فأعرضوا، وقال النّصارى: “بل شفيعنا عند الله هو المسيح عيسى ابن مريم ابن الله”. سبحانك ربي! وأما الأمِّيُّون فقالوا: “بل محمدٌ رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – هو شفيعنا عند الله، بمعنى أننا نؤمن أنه سوف يشفع عند الله لأمَّته”. فقلت لهم: يا قوم أليس الله هو أرحم الرّاحمين؟ فقالوا: “اللهم نعم”. ثمّ قلت لهم: فكيف ترجون الشفاعة لكم بين يدي الله من عبدٍ والله هو أرحم بكم من أنبيائه ورسله وأرحم بكم من عباده أجمعين، وكَتب ربّكم على نفسه الرَّحمة ووعده الحقّ وهو أرحم الرَّاحمين؟ فأعرضوا إلا الاستمرار في عقيدة الشفاعة واتّبعوا الآيات المتشابهات في الكتاب وتركوا الآيات المحكمات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب كمثال قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].
فيا معشر المُعرضين، هذا هو مُلخَّص دعوة المهديّ المنتظَر، فإن أبيتم أن تتبعوا دعوة الحقّ من ربّكم فتذكَّروا ما هي حُجّتكم بين يدي الله إن كنتم صادقين! فكيف ترون الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ على ضلالٍ وهو يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له؟ ألم تجدوا دعوة المهديّ المنتظَر هي ذاتها دعوة جميع المرسلين من ربّ العالمين؟! ولذلك خلقكم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].
فلماذا يا قوم ترون الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم على ضلالٍ مبينٍ؟ ألا والله حتى لو كنت من الكاذبين ولست المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لفزتم فوزًا عظيمًا، وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر].
وأعوذُ بالله أن أكون من المُفترين على الله بغير الحقّ، وأنا أعلم أنه لا يوجد من هو أظلم ممن افترى على الله كذبًا مهما كان ظلمه وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا} صدق الله العظيم [سورة العنكبوت:68]، ولا يوجد قولٌ هو أحسن قولًا ممّن دعا إلى الله وعمِل صالحًا مهما كان قوله ومهما كان عمله، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [سورة فصلت].
فإن كنت كاذبًا فعليَّ كذبي وأنتم فزتم بعبادة الله وحده لا شريك له، ولكن يا معشر المعرضين ممّن أظهرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، افرضوا أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو حقًا المهديّ المنتظَر بعثه الله بين يدي عذابٍ شديدٍ ويفتيكم بعذاب الله الذي سوف يراه البشر في عصر الحوار من قبل الظهور فإن صدَّقتم بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم فسوف ينجيكم الله من عذابه الشديد وإن كنت كاذبًا فعليَّ كذبي ولن يصيبَكم سوءٌ، وما دعوتكم إلى باطلٍ وأنتم تعلمون أنّ الله هو الحقّ وهو الأحقّ بعبادتكم وما خلَقكم إلا لتعبدوا الله وحده لا شريك له.
وأنا المهديّ المنتظَر أحذِّر البشر جميعًا من عذابٍ يشمل كافة قُرى المعرضين عن اتّباع الذِّكر الذي أنزله الله من قبل بعث المهديّ المنتظَر وكتاب الله إلى العالمين بين أيديهم محفوظٌ من التّحريف، وما من إنسانٍ على وجه الأرض إلا وهو يعلمُ بكتاب الله القرآن العظيم ولم يتّبعوه. إذاً العذاب سوف يأتي فيشمل كافة قُرى البشر ما بين عذابٍ وهلاكٍ بسبب إعراضهم عن اتباع كتاب الله تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة التكوير].
وأرى الجاهلين يقولون: “يا ناصر محمد اليمانيّ، إنك تُنذر البشر بعذاب الله الواحد القهار إذا لم يتّبعوا ما تدعو إليه، فكيف يعذِّبهم الله وهم لم يعلموا كثيراً منهم بوجودك ودعوتك؟”. ثمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأقول: قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [سورة الاسراء:15].
فمن بعد نزول القرآن العظيم قد أمهلهم أكثر من (1400) عامٍ وكتاب الله بين أيديهم محفوظٌ من التّحريف، وانتَظرَ اللهُ حتى اطَّلع على رسالته الناسُ أجمعون، فلا يوجد ذَكَرٌ ولا أنثىً على وجه الأرض إلا وهو يعلم بنزول القرآن العظيم للناس كافّةً، فيعلم بمضمون دعوته أنه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فأعرضوا وكذّبوا بحديث ربّهم؛ وما على الرسول إلا البلاغ المُبين، وقال الله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٤﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [سورة القلم].
فلا ينبغي لي أن أُخالف لأمر ربّي في مُحكم كتابه ولذلك لن آمر أبدًا أنصاري بالانقلاب على الأنظمة أبدًا عهدًا علينا غير مكذوبٍ فلم يأمرني الله وجدّي من قبلي أن نُكرِه النَّاس حتى يكونوا مؤمنين، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [سورة يونس:99]، بمعنى أننا لن نُكرهِكم على اتّباع الذِّكر رسالة الله إليكم، وهل تدرون لماذا؟ لأنّ الله أمرنا نحن المسلمين جميعًا أن لا نُكره الناس على اتّباع القرآن العظيم لأنه جعل القرآن العظيم رسالةً خاصةً إلى كلّ إنسانٍ وجانٍ، ولم يأمرنا أن نُكره الناس على اتباع القرآن العظيم؛ بل قال الله تعالى: {لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة التكوير]، وهذه الآية من آيات الكتاب المُحكمات.
وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴿١٥﴾ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿١٧﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿١٨﴾ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴿١٩﴾ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ﴿٢٠﴾ مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ﴿٢١﴾ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ ﴿٢٢﴾ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴿٢٣﴾ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴿٢٤﴾ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴿٢٥﴾ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴿٢٦﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [سورة التكوير].
إذًا يا معشر البشر، اطمئِنوا فلن يُعلن عليكم المهديّ المنتظَر الحرب حتى تتبعوا الذِّكر، برغم أنه كان حرب المهديّ المنتظَر هو أهون عليكم من حرب الله الوَاحد القَهَّار الذي قال: {فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ ۖ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٤﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [سورة القلم].
ويا معشر البشر إني المهديّ المنتظَر عبد الله وخليفته أدعوكم إلى اتّباع الذِّكر الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، ولم يأمرنا الله أن نُكرهِكم على اتّباع القرآن العظيم؛ بل من شاء منكم أن يستقيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [سورة التَّكوير]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [ سورة يونس].
ثم أفتاكم الله بفتوى صريحةٍ وفصيحةٍ في آيةٍ محكمةٍ بيِّنةٍ من آيات أمّ الكتاب، وقال الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
وعليه فإني المهديّ المنتظَر أَشهد لِله شهادة الحقّ اليقين أنّ من قتل كافرًا بحُجّة كُفره بالله فكأنما قتل النَّاس جميعًا جريمة ذلك في كتاب الله ألا، وإن دين الله الإسلام ورسالته القرآن العظيم هو رحمةٌ للعالمين، وجعلنا الله أمّةً وسطًا في العالمين لنُعلِّمهم برسالة الله إليهم جميعًا القُرآن العظيم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].
وسلامٌ على المُرسلين، والحَمدُ لله ربّ العالمين..
مُفتي البشر المهديّ المنتظَر الداعي إلى اتّباع الذِّكر عبد النّعيم الأعظم الإمام؛ ناصر محمد اليمانيّ.
________________