الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
18 – ربيع الأوّل – 1431 هـ
04 – 03 – 2010 مـ
11:13 مساءً
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)
ــــــــــــــــــــــــــ
البيان الحقّ لقول الله تعالى:
بِسمِ الله الرّحمنِ الرّحيم: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [فاطر] ..
وتَجِدون البيان في قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، فمَن هم قومُ محمدٍ رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – الذين وَرَّثَ لهم كتابَ الله القرآنَ العظيم ليُبلِّغوه للعالَمين؟ إنّهم آل بيته وقَومه العَرب أجمَعين؛ الأمّة الوسط في العالَمين أصحاب اللّسانِ العَربِيّ المُبين، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} صدق الله العظيم [البقرة:143].
وإنّما اصطَفاهُم الله ليَكونوا شُهداءَ على النّاس بالتّبليغ بهذا القرآن العظيم، ويأتي الله بمحمدٍ رسول الله يومَ القِيامة ليكونَ شهيدًا على قومِه أنّه قد بلَّغهم هذا القرآن العظيم، ثم يأتي الله بقومِه العَرب ليَكونوا شُهداءَ على النّاس أنّهم قد بلَّغوهُم بما وَرَّثَهُ لهم نبيُّهم مِن عندِ ربّ العالَمِين، وقومُه هم المصْطَفين بتبليغ رسالة الله إليهم إلى العالَمِين؛ أصحاب اللّسان العربيّ المُبيْن ليَجعلَهُم الله شُهداءَ بالتّبليغ لهذا القرآن، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
بمعنى أنّ الله سوف يَسأل محمدًا رسول الله هل بلّغ هذا القرآن إلى قومِه ليُبلّغوه للعالَمين؟ وكذلك سوف يسأل الله قومَه هل بلّغوهُ للعالَمين؟ ولذلك جعلَ الله الرّسول شهيدًا على قومِه أنّه قد بلّغَهم القرآن العظيم، وكذلك جعلَ الله قومَه شُهداءَ على النّاس أنّهم قد بلّغوهم هذا القرآن العظيم، وذلك بيان قول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} صدق الله العظيم [البقرة:143].
ولكنّ قومَه الذين اصطفاهُم الله لتَبليغ العالَمِين بهذا القرآن العظيم ليسوا سواءً، فمِنهم ظالمٌ لنفسِه ومِنهم مُقتصِدٌ ومِنهم سابقٌ بالخيراتِ ومِن ضِمنِهم آل بيتِ رسوله، ولسْنا مِمَّن يُحرّف الكَلِمَ عن مواضعِه؛ بل ننطِقُ بالحقّ ونهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [فاطر].
وقد ورَّث محمدٌ رسول الله لقومِه هذا القرآن العظيم فهُم مَن تَولّوا شأنَ إتمام التّبليغ إلى العالَمِين مِن بعد وفاة رسوله فاتّخذَهُم الله شُهداءَ على النّاس بأنّهم قد بلّغوهُم بما ورّثهُ لهم مُحمدٌ رسول الله – صلّى الله عليه وآله وسلّم – القرآن العظيم، ولذلك جعل الله نبيَّه شهيدًا على قومِه أنّه بلّغهم القرآن العظيم، ثمّ جعل الله قومَه شُهداءَ على النّاس أنّهم بلّغوهم هذا القرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} صدق الله العظيم [البقرة:143].
ولذلك سوفَ يَسأل الله نبيَّه هل بلّغَه قومَه؟ وكذلك سوفَ يسأل الله قومَه المُصطَفِين للتَّبليغ هل بلَّغوه للعالَمِين؟ ولذلك قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
تصديقًا لقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ} صدق الله العظيم [آل عمران:110].
ولكنّهم ليسُوا جميعًا أخيارًا؛ بل مِنهم ظالمٌ لنفسِه ومِنهم مُقتصِدٌ ومِنهم سابقٌ بالخيرات، أولئك الذين أورثهم الله الكتاب ليُبلّغوه للعالَمِين.
وسلامٌ على المُرسَلِين، والحمدُ لله ربّ العالَمِين..
أخو المؤمنين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________