{ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا اللـه يجعل لكم فرقانا } ..

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا }

صدق الله العظيـــــم ..

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، والصلاة والسلام على ابن مسعود الذي جعله الله من الموقنين بآيات الكتاب المبين وهو من الذين جعلهم الله أئمةً للمتقين، وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

وسبب يقينه ويقين الحسين بن عمر والموقنين من الأنصار لأنّ الله قد جعل لهم فرقانًا فأمدّهم بنورٍ إلى قلوبهم ليفرِّقوا به بين الحقّ والباطل لأنهم اتّقوا الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

برغم أنّ ابن مسعود كان يظنّ في نفسه أنّه على شيءٍ من قبل أنْ يظهره الله على دعوة الإمام المهديّ، ومن ثم تبيّن له أنّ الله لم يؤتِه من العلم إلا قليلًا، ومن ثم استعاذ بالله فأذهب الله عنه طائف الشيطان وأمدَّه بنور الفرقان. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴿٢٠١﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وبما أنّ الله قد أمدَّه بنور الفرقان ولذلك جعله الله من الموقنين، ولذلك أَقسمَ لكم بالله ربّ العالمين وأمّا المُمتر بغير علمٍ فنقول: من لم يجعل الله له نورًا فما له من نورٍ.