ألا والله لا يدرك مدى هذا التحسر في نفس الله إلا الذين قدروا الله حق قدره ..

– 2 –
الإمام ناصر محمد اليماني
08 – 07 – 1432 هـ
10 – 06 – 2011 مـ
08:29 مساءً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://www.mahdialumma.com/showthread.php?p=17179
ـــــــــــــــــــ

ألا والله لا يدرك مدى هذا التحسّر في نفس الله إلا الذين قدّروا الله حقّ قدره ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
ونقتبس من بيان الرجل الذي يسعى إلى عدم السعي لتحقيق هدى النّاس جميعاً، ونقتبس من قوله النّفي لتحسّر الله أرحم الراحمين في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم، وما يلي اقتباس من بيان ذلك الرجل بما يلي:

( و لا تحسّر لله كما به تظنون، حاشا لله أن يتحسّر على من هم للعهد خائنون أتجعلون المسلمين كالمجرمين؟ أتشاركون خالقكم في حكمه على المشركين المفترين؟ والله إن هذا لإفك مبين سبحان ربّك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين )

ومن ثم نردّ عليه مباشرة بقول الله تعالى: {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

ومن ثم يفتح الله بينهم وبين قومهم بالحقّ وهو خير الفاتحين، ثم يُهلِك الله عدوّهم ويورثّهم الأرض من بعدهم، ومن ثم يقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

فانظر لقول الله تعالى: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

وسبب تحسّر الله وحزنه في نفسه على عباده الذين ظلموا أنفسهم هو بسبب أنّه أرحم الراحمين، ولكنّك من الذين لم يقدِّروا الله حقّ قدره، وإنّا لله وإنا إليه لراجعون. ألا والله لا يدرك مدى هذا التحسّر في نفس الله إلا الذين قدّروا الله حقّ قدره، وكيف لا يتحسّر على عباده وهو أرحم بعبده من الأم بولدها؟ ولكنّهم يئِسوا من رحمة ربّهم وظلموا أنفسهم.

أفلا تعلم أنّ دعوة المهدي مركّزة لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّة النّعيم؟ وهو السعي إلى تحقيق رضوان الله في نفسه ولن يرضى في نفسه حتى يُدخل عباده في رحمته فيجعل النّاس أمّة واحدة على صراط مستقيم.
تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَآءَ اللـه لَجَعَلَكُمْ أمّة وَاحِدَةً} صدق الله العظيم [المائدة:48].

وقال الله تعالى: {قُلْ فَلِلّهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِين} صدق الله العظيم [الأنعام:149].

وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
عبد الله وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *